ولم تزل تتعرّف من الله الزيادة والخير، حتى مضت سنتان في بني سعد، وفصلته، وكان يشبّ شبابا لا يشبه الغلمان، وقدمت به صلى الله عليه وسلم على أمّه، وطلبت أن تتركه عندها بعض الوقت، فردّته إليها (?) .

وجاء ملكان وهو في بني سعد، فشقّا بطنه، واستخرجا من قلبه علقة سوداء، فطرحاها ثمّ غسلا قلبه، حتى أنقياه وردّاه كما كان (?) .

ورعى رسول الله صلى الله عليه وسلم الغنم مع إخوته من الرضاعة، ونشأ على البساطة والفطرة، وحياة البادية السامية، واللغة الفصيحة التي اشتهر بها بنو سعد بن بكر، وكان يقول لأصحابه فيما بعد: «أنا أعربكم، أنا قرشيّ، واسترضعت في بني سعد بن بكر» (?) .

وفاة عبد الله وآمنة وعبد المطّلب وكفالة أبي طالب:

وقد تحقّق أنّ أبا رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عبد المطلب توفي قبل ولادته صلى الله عليه وسلم، وكان قافلا من الشام، فمرض في الطريق، ووصل إلى يثرب- مدينة أخواله بني عديّ بن النّجار- ومات هناك في شبابه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015