فيها خبز ولا لحم" (?) وحتى القدور لم تستخدم .. كانت وليمة متواضعة جدًا .. فقد حفر الصحابة حفرًا في الأرض ثم ألقوا عليها الجلود المدبوغة النظيفة .. ثم سكب فيها السمن ووضع الإقط والتمر .. هذا ما ذكره أنس ابن مالك في حديثه حيث يقول إن النبي - صلى الله عليه وسلم - "دفعها إلى أم سليم تصنعها له وتهيئها وتعتد في بيتها وهي صفية بنت حيى [ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خيبر حتى إذا جعلها في ظهره نزل ثم ضرب عليها القبة فلما أصبح قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من كان عنده فضل زاد فليأتنا به .. فجعل الرجل يجئ بفضل التمر وفضل السويق حتى جعلوا من ذلك سوادًا حيسًا، فجعلوا يأكلون من ذلك الحيس ويشربون من حياض إلى جنبهم من ماء السماء .. فكانت تلك وليمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- .. وجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليمتها التمر والأقط والسمن .. فحصت الأرض أفاحيص وجيء بالأنطاع فوضعت فيها .. وجئ بالأقط والسمن فشبع الناس وقال الناس: لا ندري أتزوجها أم اتخذها أم ولد؟ قالوا: إن حجبها فهي امرأته وإن لم يحجبها فهي أم ولد .. فلما أراد أن يركب حجبها فقعدت على عجز البعير فعرفوا أنه قد تزوجها" (?) وكانت طريقة إركاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لصفية على البعير تنم عن منتهى الذوق والرقة يقول أنس: " .. ثم خرجنا إلى المدينة فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحوي لها وراءه بعباءة ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب" (?) كانت تشعر بعاطفة غامرة .. تشعر بعزاء يهطل مطرًا على قيظ حزنها .. فتحول البغض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015