عليه نارًا .. فجاء رجل حين سمع ذلك من النبي - صلى الله عليه وسلم - بشراك أو بشراكين فقال هذا شيء كنت أصبته .. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: شراك أو شراكان من نار" (?) يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لما كان يوم خيبر أقبل نفر من صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: فلان شهيد فلان شهيد حتى مروا على رجل فقالوا فلان شهيد فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كلا إني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا بن الخطاب اذهب فناد في الناس: أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون قال فخرجت فناديت: ألا إنه لا يدخل الجنة إلا المومنون" (?) هذا هو الغلول .. أخذ شيء من مال الدولة المسلمة دون إذن .. وتحت أي مبرر .. حتى هذا الرجل الفقير المجاهد لم يسلم من ناره .. فكيف بمن يأخذ شيئًا وقت السلم .. وكيف بمن يأخذ شيئًا لا لحاجة بل لمجرد زيادة ثروته .. سواء كان بالسرقة أو النهبة أو السلطة أو القوة أو حتى على شكل هدايا يتلقاها بصفته موظفًا في الدولة؟! يقول - صلى الله عليه وسلم - "هدايا العمال غلول" (?) الإِسلام جاء لإنصاف الفقراء لكنه لم يأت للمزايدة بقضاياهم وأزماتهم .. فعلى الفقراء كغيرهم مسؤولية وعليهم النهوض بها .. فالجنة مفتوحة للجميع وكذلك جهنم .. جهنم ترحب بمن يريدها .. وبهذا المنهج يتحول الفقير إلى طاقة فاعلة ومنضبطة .. لا طاقة هائجة ثائرة تحطم كل شيء .. وتحرق اليابس والأخضر باسم الفقر والفقراء .. هذا هو جيش محمَّد - صلى الله عليه وسلم - معظمه من الفقراء والمحتاجين وأهل الصفة .. ومع ذلك فهو قمة في الانضباط وتحمل المسؤولية .. ولا أدل على ذلك من قول إحدى أمهات المؤمنين وزوجة قائد هذه الأمة .. الطاهرة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015