الكتابة في نظر من لا يدرك عواقب الأمور شئ بسيط .. لكنه في الحقيقة يفضى إلى كتابة المدائح .. والأشعار .. والآيات .. والمبالغات وأشياء تجعل من القبور تحفًا أو معارض .. أو مزارات لذاتها .. ولما ذكرت أم سلمة رضي الله عنها للنبى -صلى الله عليه وسلم- ما رأته في الحبشة من نقوش جميلة وصور عجيبة داخل كنيسة هناك يسمونها "مارية" قال - صلى الله عليه وسلم -: "أولئك إذا مات منهم الرجل الصالح، بنوا على قبره مسجدًا، ثم صوّروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله" (?)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" (?) لعنهم الله رغم أن بعضهم كان يريد تكريم نبيّه بإقامة ذلك المسجد أو المعبد أو الكنيسة .. لعنهم الله لأنهم استمدّوا العقيدة من العواطف .. من التخاريف .. من غلوّهم وتطرّفهم في أنبيائهم .. والعقيدة وحي متى ما خالطها غير الوحي فسدت .. وحب النبي وتكريمه لا يكون بالغلوّ والتطرّف .. بل بتنفيذ ما جاء به ذلك النبي .. بحفظه ونقله بأمانة دون زيادة أو نقصان .. لأن الزيادة دين بشري .. والنقصان تشويه للوحي .. والزيادة والنقصان أورام خبيثة محتقنة بالكفر والشرك والبدع .. وما جاء - صلى الله عليه وسلم - إلَّا لاستئصال تلك الأورام واجتثاث الشرك وجذوره .. والإِسلام جاء ليبتدع الإنسان ويبدع في شؤون الدنيا زراعةً وصناعة وتجارةً مستمدًا ذلك الإبداع وموجهًا بالوحى النقى .. فإذا ابتدع الإنسان في الدين والدنيا تمزق بين اتجاهن .. فإما أن يكون متطرفًا دينيًا أو يكون رقمًا في آله لا ضمير لها ولا قيم .. واليهود ممزقون لذلك .. فما هي حالهم الآن بعد موت سعد بن معاذ ..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015