فلم يستطع حمله، فقام إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحسر عن ذراعيه (?)، كأني أنس إلى بياض ذراعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين حسر عنها، تم حملها، فوضعها عند رأسه وقال:

أتعلم بها قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي) (?).

كل هذا الحب لعثمان بن مظعون .. كل ذلك البكاء وتلك الدموع .. ومع ذلك فلم يزد - صلى الله عليه وسلم - على وضع حجر كبير ليعرف به قبر أخيه عثمان عندما يزور مقبرة البقيع .. أما من تسوّل له نفسه أن يزين قبر حبيبه أو حبيبته بالرخام أو الجص أو البناء أو القباب .. فقد قال - صلى الله عليه وسلم - لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: "لا تدع تمثالًا إلَّا طمسته، ولا قبرًا مشرفًا إلَّا سويته" (?).

ولأن (رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر بتسويتها) (?) فقد (نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجصّص القبر، وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه) (?) لأن فتح باب البدعة لا يعني أبدًا مرونة في العقيدة .. هو تمييع للعقيدة .. تمزيق لها .. يعني التواءً نحو الشرك .. والإِسلام هروب .. كله هروب من الشرك وانحرافاته .. لقد شدّد - صلى الله عليه وسلم - في قضية القبور حتى لقد (نهى أن يكتب على القبر شيء) (?) إن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015