أجورهم شيئًا، ومن سنّ في الإِسلام سنّة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيئًا) (?)، أي من أحيى سنة من سنن الإِسلام، ودلّ عليها فله ذلك الأجر .. ومن ابتدع في الإِسلام سنة لم يأت بها النبي - صلى الله عليه وسلم - فعليه ذلك الوزر المخيف .. ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (من دلّ على خير فله مثل أجره فاعله) (?)، و (من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد) (?) .. وكانت تلك الصدقات سنة حسنة تهلّل وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما رآها .. لأن الجوع والعري سوف ينزاح عن أولئك المساكين .. الذين أحسّوا بالحياة تسري في عروقهم من جديد .. لكن الرحمة أحيانًا تستغل .. يستغلها الأوغاد واللئام .. وذلك لا يعني أن يتوقف تدفقها للتوقعات والظنون .. رحمته وكرمه - صلى الله عليه وسلم - متدفقة دون توقف .. حتى مع الخونة إلى أن يظهروا الخيانة ويمارسوها جهارًا كما في هذه القصة:

قصة أولها رحمة وآخرها جحيم

مجموعة من اللصوص من عكل وعرينة .. مجموعة من الأوغاد سمعوا برحمته - صلى الله عليه وسلم - .. وبشفقته على أصحابه وعلى الناس جميعًا .. فظنّوا أن بإمكانهم استدرار رحمته واستدراج طيبته ثم الضحك عليه بعد نوال عطائه .. جاء هؤلاء إلى المدينة، أظهروا الإِسلام (وبايعوه - صلى الله عليه وسلم -) (?) لكن حمى المدينة أصابتهم .. شَمَلهم - صلى الله عليه وسلم - بقلبه وكرمه قالوا: (يا نبي الله، إنا كنا أهل ضرع ولم نكن أهل ريف، واستوخموا المدينة) (?) (فقال لهم رسول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015