تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} (?) .. وأبو جهل ليس منهم .. إنه يحاول أن يكرس وهمًا في نفوس أتباعه بأنهم على حق .. لم يكتف أبو جهل بالاستفتاح والاستنصار من الله .. لقد هرع إلى عتبة بن ربيعة ليسخر منه أمام الجميع .. وليجعله أضحوكة وعبرة لمن يفكر بالتراجع عن الحرب مجرد تفكير .. وقف أبو جهل أمام عتبة (فقال: أنت تقول ذلك .. والله لو غيرك يقول لأعضضته، قد ملأت رئتك جوفك رعبًا) (?) .. غضب عتبة من تلك الكلمات الجارحة ونجح أبو جهل في إثارته فأخذته العزة بالإثم .. التفت إلى أبي جهل وقد احتقن من الغضب فقال له شيئًا يمرغ رجولته وزعامته .. قال عتبة لأبي جهل: (إياي تعني يا مصفر أسته، ستعلم اليوم أينا الجبان) (?) (ستعلم من الجبان المفسد لقومه، أما والله إني لأرى قومًا يضربونكم ضربًا ..

أما ترون .. كأن رؤوسهم الأفاعي، وكأن وجوههم السيوف) (?).

تجمد الدم في عروق أمية .. وأدرك أبو جهل أن حمزة في الطريق .. وتهاوت معنويات الوثنيين .. لكن عتبة أصر على الخروج ليغسل عار الجبن الذي سكبه عليه أبو جهل .. ثم صاح بعد أن لف قطعة قماش على رأسه .. : يا شيبة بن ربيعة ... يا وليد بن عتبة .. لقد (دعا أخاه وابنه فخرج يمشي بينهما) (?) (فقالوا: من يبارز؟ فخرج فتية من الأنصار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015