فما راموا البيت حتى انفجرت السماء بمائها، وكظ (?) الوادي بثجيجه، فلسمعت شيخان قريش، وهي تقول لعبد المطلب:

هنيئًا لك يا أبا البطحاء - هنيئًا .. أي بك عاش أهل البطحاء، وفي ذلك تقول رفيقة بنت صفي:

بشيبة الحمد أسقى الله بلدتنا ... وقد فقدنا الحيا واجلوذ المطر

فجاء بالماء جونى له سبل ... ودان فعاشت به الأمصار

سبيل من الله بالميمون طائرة ... وخير من بشرت يومًا به

مبارك الأمر يستسقى الغمام ... ما في الأنام له عدل ولا (?)

عادت الحياة خضراء في مكة .. واهتزت الأرض وربت بفضل ربها .. وضحك الربيع للجميع .. لكن السعادة لم تدم لمحمد .. فها هو بعد مدة ليست بالطويلة يبكي خلف سرير عبد المطلب بحرقة ومرارة .. لقد مات عبد المطلب جده وآخر آبائه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015