يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} (?) .. والرسول - صلى الله عليه وسلم - يحب أن يكونوا كذلك .. لذلك نظمهم .. وجعلهم صفًا كأنهم بنيان مرصوص .. وصار يمشي بينهم .. يصفهم ويعدل صفهم ثم قال لهم:
(إن جمع قريش عند هذا الضلع الحمراء من الجبل) (?) .. لقد بدأ المشركون بالنهوض مثقلين .. وصداع الخمر يرن في رؤوسهم .. بدأوا بالنهوض وقلوبهم شتى .. وأفكارهم شاردة .. والنظام عنهم شارد .. بعضهم لا يريد الخروج .. والبعض يرى أن من الخطأ قتال أبناء عمومتهم وإخوانهم وأبنائهم .. وهناك من خرج أشرًا وبطرًا وقد أغراه قلة عدد المؤمنين فضمن النصر واطمأن للنتيجة ..
و (لما اطمأن القوم بعثوا عمر بن وهب الجمحي فقالوا: أحرز لنا القوم من أصحاب محمَّد ..
فاستجال حول العسكر ثم رجع إليهم فقال: ثلاثمائة رجل يزيدون قليلًا أو ينقصون .. ولكن أمهلوني حتى انظر أللقوم كمين أو مدد .. فضرب في الوادي حتى أبعد فلم يرَ شيئًا .. فرجع إليهم فقال: ما رأيت شيئًا .. ولكن قد رأيت يا معشر قريش البلايا تحمل المنايا .. نواضح يثرب تحمل الموت الناقع .. قوم ليس لهم منعة إلا سيوفهم والله ما أرى أن يقتل رجل منهم حتى يقتل رجل منكم .. فإذا أصابوا منكم أعدادهم فما خير العيش بعد ذلك فروا رأيكم) (?).