وأنزل الله كلامه وعدًا صادقًا لا يتأخر .. وأمنًا يملأ الأجواء والصدور .. فأزال بقايا الخوف .. وطهر به القلوب المؤمنة .. نزل جبريل بقول الله تعالى: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ}.
والشوكة هي جيش قريش .. وغير ذات الشوكة هي القافلة ..
أخذ - صلى الله عليه وسلم - تلك الآيات ونادى رفقة الدرب والإيمان وقال لهم:
(سيروا على بركة الله وأبشروا فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين ... والله لكأني انظر الآن إلى مصارع القوم غدًا) (?).
قال أحد الأنصار وهو أبو أيوب الأنصاري: (فلما وعدنا إحدى الطائفتين إما القوم وإما العير طابت أنفسنا) (?) وطاب المسير إلى بدر (فانطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر) (?) ونزل المسلمون بالعدوة الدنيا .. أي بحافة الوادي من جهة المدينة (وجاء المشركون فقال