الله عنه: (إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتاه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه، فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان. ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأَمَه، ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه -يعني ظئره حليمة- فقالوا: إن محمدًا قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون) (?).

يقول أنس بن مالك مؤكدًا ذلك: "وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره - صلى الله عليه وسلم -) (?).

هذا ما حدث لمحمد الصغير - صلى الله عليه وسلم - .. ولقد ازداد إعجاب بعض الناس بهذه الحادثة .. فصاروا يلفقون حولها الأكاذيب ظنًا منهم أنهم يحيطون نبيهم بشيء من التكريم والتعظيم .. وهو أغنى الناس عنهم وعن أكاذيبهم (?) .. كما شطح على الطرف الآخر أناس تطرفوا فقالوا: إن هذا الشق كان حلمًا وليس حقيقة .. فبماذا تراهم يفسرون لنا قول أنس السابق: من أنه رأى أثر المخيط .. ؟ نعم لقد رآه .. ولقد صدق. ولقد حدث. وهذا ما جعل حليمة بعد سماعها للقصة تعيد محمدًا - صلى الله عليه وسلم - لأمه خوفًا عليه .. أتراها تعيده من أجل رؤيا .. ثم هؤلاء الصبية الذين أقبلوا يقولون: إن محمدًا قد قتل .. هل كانوا في الحلم .. هل دسهم محمَّد - صلى الله عليه وسلم - قبل نومه في عقله الباطن .. ؟! لئن هربت عقولنا من كل حديث صحيح النقل لمجرد أننا لم ندركه إن تلك لكارثة (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015