فاقتصوا أثره، فلما بلغوا الجبل خلط عليهم، فصعدوا في الجبل فمروا بالغار، فرأوا على بابه نسيج العنكبوت، فقالوا: لو دخل ها هنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه) (?).

وعن غضب قريش يحدثنا حفيد أبي بكر فيقول:

(إن مشركي قريش أجمعوا أمرهم ومكرهم حين ظنوا أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- خارج، وعلموا أن الله قد جعل له بالمدينة مأوى ومنعة، وبلغهم إسلام الأنصار ومن خرج إليهم من المهاجرين، فأجمعوا أمرهم على أن يأخذوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإما أن يقتلوه، وإما أن يسجنوه، وإما أن يخرجوه، وإما أن يوثقوه، فأخبره الله عَزَّ وجَلَّ بمكرهم فقال تعالى {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (?).

وبلغه ذلك اليوم الذي أتى فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دار أبي بكر أنهم مبيتوه إذا أمسى على فراشه، وخرج من تحت الليل هو وأبو بكر قِبَل الغار بثور، وهو الغار الذي ذكره الله عَزَّ وجَلَّ في القرآن، وعمد علي بن أبي طالب فرقد على فراشه، يواري عنه العيون) (?). وقد وصل المشركون ورسول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015