إنهن بنات أبي بكر .. والدهن شريد طريد، قابع فوق أحد الجبال .. مختبئ بدينه ونبيه- صلى الله عليه وسلم - .. وهذه هي أحوال الدعاة بين مهاجر بعيد عن الأهل والمال .. وأسير تفتك به أظافر قريش .. ومطارد لا يدري ماذا تطوى له التلال والدروب. أما قريش فـ:

قريش غاضبة

تفجرت كالشظايا .. في كل مكان .. بين الأودية والشعاب .. بين الجبال والدروب .. تقلب الصخور وتفتح الأبواب وتهز أغصان الأشجار .. وتسأل المسافرين وتستجوب الرعاة .. تتمنى لو تسأل الريح وحبات الرمال .. تبحث عنك يا رسول الله تتمنى لو وقعت في قبضتها {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (?) يقول ابن عباس: (تشاورت قريش ليلة بمكة، فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق -يريدون النبي-صلى الله عليه وسلم- وقال بعضهم: بل اقتلوه.

وقال بعضهم: بل أخرجوه.

فأطلع الله عَزَّ وجَلَّ نبيه على ذلك فبات عليٌّ على فراش النبي-صلى الله عليه وسلم- تلك الليلة، وخرج النبي-صلى الله عليه وسلم- حتى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون عليًا -يحسبونه النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلما أصبحوا ثاروا إليه، فلما رأوا عليًا رد الله مكرهم فقالوا: أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015