فتألق معه وسما .. وأنتم أعجز من أن تنهضوا من مستنقعات الوحل والطين .. إنكم تتمرغون فيه وتصنعون منه أصنامكم .. فأين أنتم من الشمس والهواء النقي .. وأين أنتم من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أدركت قريش ذلك فعادت إلى:

الاضطهاد من جديد

ها قد سقط أمل كان يترنح في الأفق .. واتضحت الرؤية على أرض مكة .. إما الله وإما الأصنام .. إما التوحيد وإما الشرك .. لا جسور بينهما ولا اتصال .. سقط أحد الآمال التي كانت تحمله قريش فأغضبها ذلك السقوط .. وأغضبتها تلك الهزيمة .. فعزمت على العودة من جديد .. للتعذيب من جديد .. وسيكون هذه المرة أقسى وأغلظ وأشد .. ستصل أنيابه إلى الجميع دون تفريق .. لقد قررت قريش أن تملأ مكة بالدماء .. ها هم وقد أمسكوا برسول الله صلى الله عليه وسلم يضربونه ضربًا شديدًا حتى أسالوا دمه .. فيهرب هائمًا مغمومًا كئيبًا .. فيأتيه جبريل عليه السلام (وهو جالس حزينًا قد خضب بالدماء، ضربه بعض أهل مكة، فقال له: ما لك؟ فقال صلى الله عليه وسلم له:

فعل بي هؤلاء .. وفعلوا .. فقال جبريل:

أتحب أن أريك آية؟ قال:

نعم. فنظر إلى شجرة من وراء الوادي، فقال:

ادع تلك الشجرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015