الأخلاق البيضاء التي أعيى الكثير من المتدينين وغير المتدينين حملها .. فتلك الصفات أثقل من الجبل إذا لم يتخلَّ الإنسان عن أنانيته وذاته الكثيفة المعتمة التي لا يرى معها سواها .. أما أولئك الذين يضعون أنفسهم ضمن الجميع ويحكمون عليها كما يحكمون على الجميع ويحبون للجميع ما يحبونه لها فهم تلك النوعية الممتازة من البشر التي تستمع بممارسة الأخلاق وتبدع في إهدائها .. وهذا ما يجيده النبي - صلى الله عليه وسلم - وبه تمكن من أخذ صفوان بن أمية .. رغم أن صفوان لا يزال حتى الآن في مكة .. أما النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد حمله الأنصار نحو شعبهم عندما توجه الناس نحو شعابهم .. ومعه المهاجرون الأبرار .. ولم يمض من الوقت غير قليل حتى تمايلت المطايا نحو المدينة فإذا:

صفوان بن أمية في المدينة

حيث تحول الوطن عنده إلى مساحات يرسمها قلب النبي - صلى الله عليه وسلم - .. ففي مكة ولما "قيل لصفوان: إنه من لم يهاجر هلك فدعا براحلته فركبها فأتى المدينة فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما جاء بك يا أبا وهب؟ قال: بلغني أنه لا دين لمن لا هجرة له قال ارجع إلى أباطح مكة فرجع" (?) لكنه كان متعبًا "فدخل المسجد فتوسد رداء فجاء رجل فسرقه فأتي به النبي - صلى الله عليه وسلم - .. فقال: يا رسول الله سرق هذا ردائي فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقطعه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015