إعادة أدراع صفوان بن أمية

فقد "استعار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من صفوان بن أمية سلاحًا .. فقال صفوان: أعارية أم غصب فقال: بل عارية .. فأعاره ما بين الثلاثين إلى أربعين درعًا .. فغزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حنينًا فلما هزم الله المشركين قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اجمعوا أدراع صفوان ففقدوا من دروعه أدراعًا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لصفوان: إن شئت غرمناها لك .. فقال: يا رسول الله .. إن في قلبي اليوم من الإيمان ما لم يكن يومئذ" (?).

لقد أخجله كرم النبي - صلى الله عليه وسلم - الغامر وتسامحه وسعة حلمه فأصبح لا يرى في الدنيا غير محمَّد وأخلاق محمَّد ودين محمَّد .. فبمثل هذا المستوى من الأخلاق تنتزع القلوب .. وتتهاوى تلك الجدران الغليظة التي تحول بين صاحبها وبين استمراء الحقيقة والانفتاح عليها .. والنبي - صلى الله عليه وسلم - لم يؤثر على كثير من الناس بسبب كثرة صلاته وصيامه أو مظهره .. فبالإضافة إلى حمله حقيقة كالنهار فإنه يحمل معها أخلاقًا كالماء البارد للعطشى والمتعبين .. يعفو عن هذا ويعطي هذا ويثني على ذاك ويمدح رابعًا ويتنازل لخامس و .. ويبتسم في وجه الجميع ويصدق مع الجميع ويفي بوعوده ويلتزم بمواثيقه ولا ينتقم لنفسه .. وقائمة طويلة من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015