التاريخي الغربية، ألا يقول شيئاً يقتضي رد مبدأ من مبادئ الإسلام الأساسية، ورغم هذا الادعاء يرسم الأستاذ عبد الله محمد النعيم (?) ملامح منهج وات ويفصّله وفقاً للنقاط التالية:
القفز إلى نتيجة مفادها أن النبي صلى الله عليه وسلم تأثر بالبيئة من حوله وبأفكار ورقة بن نوفل والمسيحية واليهودية، وحاول وات جهده إظهار مواطن يزعم أنه انعكس فيها تأثر الرسول صلى الله عليه وسلم بما حوله على الإسلام؛ ليثبت أنه جاء به من تلقاء نفسه.
يلقي وات بظلال المنهج العلماني التشكيكي الذي لا يؤمن بالغيب ولا بالمعجزات على السيرة النبوية، فهو ينكر حدوث أي شيء خارق للعادة مثل حادثة شق صدره صلى الله عليه وسلم وحدوث الوحي وغيرها من الآثار الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث يقول بشأنها: "إن هناك العديد من القصص ذات الطابع الديني يكاد يكون من المتيقَّن أنها ليست حقيقة من وجهة نظر المؤرخ العلماني الواقعية" (?) .
يعمد وات إلى المنهج المادي، ويذكر أن المؤرخ أكثر إدراكا للعوامل المادية الكامنة وراء التاريخ، وبأن مؤرخ منتصف القرن العشرين سيثير أسئلة كثيرة عن الجذور الاقتصادية والاجتماعية والسياسة للحركة التي بدأها محمد، من غير أن يهمل أو يقلل من شأن الجوانب العقدية (?) ، ولذا نراه يعزو ظهور الدعوة إلى الحالة الاجتماعية والاقتصادية التي سادت في مجتمعه صلى الله عليه وسلم، ويفسر