المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، الذي بعث رسوله للناس كافة بالحق وإمام مبين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وقائد الغر المحجلين محمد المأمور بأن يصدع بالقول {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [يونس:104] ، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين، أما بعد.
فآخر ما كان يدور في خلدي أن تجد طعونات المستشرقين طريقها إلى موسوعة عُرف عنها أن أول سماتها العلم والمعرفة، وهي الموسوعة البريطانية ذات الصيت والشهرة؛ لتميلها ميلاً عظيماً عن خط الرصانة العلمية الذي رسمته لنفسها منذ أول صدورها، وعندما عكفت على قراءة ما كتب فيها تحت موضوع "الإسلام" هالني ما ساد الموضوع من انحراف عن المنهج العلمي السليم، والتحامل المغرض والرغبة الجارفة في المساس بكل ما يعده المسلمون مقدساً.
ولا عجب في هذا الاستغراب، فالموسوعة البريطانية هي أكثر الموسوعات العالمية العامة شعبية وأوفرها سمعة من حيث الدقة ولاسيما أنها تختار كتابها من أشهر المتخصصين ذوي الرأي والكلمة المسموعة، ويشتهر عنها اعتمادها لغة تربط مادتها باهتمامات القارئ الغربي ومنظومته المعرفية، وتحلل الحقائق من منظور عقلي موضوعي يميل إليه الفكر العلمي التحليلي.
ويرى بعض المستشرقين أن هذه هي منهجية العلم المتبعة في الأوساط العلمية الغربية، ويقول رودي بارت بهذا الصدد إن المستشرقين:"يطبقون على