إلى أن قال:

لو يعلم الأقوام علمي كله ... فيهم لصدقني الذين أماري (?)

قوم إذا خوت النجوم فإنهم ... للطارقين (?) النازلين مقاري (?)

وبإسلام كعب بن زهير نستطيع القول إن الشعراء المعارضين للدعوة الإسلامية قد انتهى دورهم، فقد أسلم ضرار بن الخطاب وعبد الله بن الزبعرى، وأبو سفيان بن الحارث بن هشام، والعباس بن مرداس، وتحولوا إلى الصف الإسلامي, واستظلوا بلوائه عن قناعة وإيمان، ولم يكتف بعضهم بأن تكون كلمته في الدفاع عن الإسلام, بل كان سيفه إلى جانب كلمته، وهذا من بركات فتح مكة (?).

سادسًا: من نتائج غزوة حنين والطائف:

1 - انتصار المسلمين على قبيلتي هوازن وثقيف في هذه الغزوة.

2 - كانت غزوة حنين والطائف آخر غزوات النبي صلى الله عليه وسلم لمشركي العرب.

3 - رجوع كثير من أهل مكة والأعراب بغنائم إلى مواطنهم تأليفا لهم لدخول الإسلام، وحصول الأنصار على وسام عظيم وهو شهادة رسول الله لهم بالإيمان, والدعاء لهم ولأبنائهم وأحفادهم, ورجوعهم برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.

4 - انضمام كوكبة مباركة من قيادة أهل مكة وهوازن إلى الإسلام وأصبحوا حربًا ضروسًا على الأوثان والأصنام والمعابد الجاهلية في الجزيرة العربية، كما كان لقبيلة هوازن, دور كبير في مجاهدات أهل الطائف والتضييق عليهم حتى أسلموا.

5 - توسعت الدولة الإسلامية وامتد نفوذها وأصبح لرسول الله صلى الله عليه وسلم أمراء بمكة وعلى قبيلة هوازن، وصارت تلك الأماكن جزءًا من الدولة الإسلامية التي عاصمتها المدينة النبوية، وأصبح بالإمكان أن يرسل رسول الله بعوثا دعوية بدون خوف أو وجل من أحد, وصارت المدينة بعد الفتح تستقبل وفود المستجيبين، وأخذت حركة السرايا تستهدف الأوثان والأصنام لتهديمها, فقد أصبح استئصال وجودها من الجزيرة سهلا، ونظم رسول الله فريضة الزكاة فكلف من يقوم على جمعها من القبائل التابعة للدولة (?).

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015