من الأنصار، فقال: يا رسول الله, دعني وعدو الله، أضرب عنقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعه عنك فقد جاء تائبًا نازعًا» , وأنشد كعب قصيدته اللامية التي قال فيها:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول (?) ... متيم إثرها لم يفد مكبول
وما سعاد غداة الطرف إذ رحلوا ... إلا أغنُّ قرير العين مكحول (?)
ومنها:
إن الرسول لنور يستضاء به ... مهند من سيوف الله مسلول
في عصبة من قريش قال قائلهم ... ببطن مكة لما أسلموا: زولوا
شُمُّ العرانين أبطال لبوسُهم ... من نسج داود في الهيجا سرابيل (?)
ويقال إنه لما أنشد رسول الله قصيدته أعطاه بردته، وهي التي صارت إلى الخلفاء (?). قال ابن كثير: هذا من الأمور المشهورة جدًّا، ولكن لم أر ذلك في شيء من هذه الكتب المشهورة بإسناد أرتضيه، فالله أعلم (?).
ويقال: إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له بعد ذلك: «لولا ذكرت الأنصار بخير فإن الأنصار لذلك أهل!» (?)، فقال:
من سره كرم الحياة فلا يزل ... في مقنب من صالحي الأنصار (?)
ورثوا المكارم كابرًا عن كابر ... إن الخيار هم بنو الأخيار
المكرهين السمهريَّ بأذرع ... كسوالف الهندي غير قصار (?)
والناظرين بأعين محمرَّة ... كالجمر غير كليلة الأبصار
والبائعين نفوسَهم لنبيهم ... للموت يوم تعانق وكرار
والقائدين (?) الناس عن أديانهم ... بالمشرفي وبالقنا الخطار (?)
يتطهرون يرونه نسكًا لهم ... بدماء من علقوا من الكفار