وإن تَرَوا أمرنَا في رأيكم سَفَهاً ... فرأيُ من خالف الإسلام تضليل (?)

ومن أعجب ما قرأت في المعركة الإعلامية بين المسلمين والمشركين محاولة ضرار بن الخطاب قبل إسلامه أن يفتخر ببدر على اعتبار النصر كان لرسول الله والمهاجرين وفي ذلك قوله:

فإن تظفروا في يوم بدر فإنما ... بأحمد أمسى جدكم وهو ظاهر

وبالنفر الأخيار هم أولياؤه ... يحامون في اللأواء والموت حاضر

يعد أبو بكر وحمزة فيهم ... وبُدْ عن علي وسط من أنت ذاكر

ويدعى أبو حفص وعثمان منهم ... وسعد إذا ما كان في الحرب حاضر

أولئك لا من نتجت من ديارها ... بنو الأوس والنجار حين تفاخر (?)

وهكذا حولها إلى لغة قبلية تقوم على مفاهيم جاهلية ولقد أجابه كعب - رضي الله عنه -:

وفينا رسول الله والأوس حوله ... له معقل منهم عزيز وناصر

وجمع بني النجار تحت لوائه ... يمسون في المأذى والنقع ثائر

إلى أن قال:

وكان رسول الله قد قال أقبلوا ... فولوا وقالوا: إنما أنت ساحر

لأمر أراد الله أن يهلكوا به ... وليس لأمر حمه النار زاجر

كما أجابه بقوله:

وبيوم بدر إذ نرد وجوههم ... جبريل تحت لوائنا ومحمد

وهو أفخر بيت قالته العرب كما قال صاحب العقد الفريد (2).

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015