وضرار بن الخطاب وعمرو بن العاص (?).
وكانت قصائد حسان كالقنابل على المشركين، وقد أشاد بشجاعة المسلمين، حيث استطاعوا أن يقتلوا حملة المشركين، ويوبخ المشركين ويصفهم بالجبن حينما لم يستطيعوا حماية لوائهم حتى كان في النهاية بيد امرأة منهم، وولى أشرافهم وتركوه، وفي هذا الهجاء تذكير للمشركين بمواقف الذل والجبن التي تعرضوا لها في بداية المعركة، حتى لا يغتروا بما حصل في نهايتها من إصابة المسلمين.
ولقد أصاب حسان من المشركين مقتلاً حينما عيرهم بالتخلي عن اللواء وإقدام امرأة منهم على حمله، وهذا يتضمن وصفهم بالجبن الشديد حيث أقدمت امرأة على
ما نكلوا عنه (?). ومما قاله في شأن عمرة بنت علقمة الحارثية ورفعها اللواء:
إذا عَضَلٌ سيقت إلينا كأنها ... جداية شركٍ معلمات الحواجب (?)
أقمنا لهم طعنًا مبيرًا منكلاً ... وحُزناهم بالضرب من كل جانب (?)
فلولا لواء الحارثية أصبحوا ... يباعون في الأسواق بيع الجلائب (?)
وعندما أخذ اللواء من الحارثية غلام حبشي لبني طلحة، كان لواء المشركين قد أخذه صؤاب من الحارثية وقاتل به قتالاً عنيفًا قتل على أثره فرمى حسان بن ثابت أبياته في هذا الموضوع فقال:
فخرتم باللواء وشر فخر ... لواء حين رد إلى صؤاب
جعلتم فخركم فيه بعبد ... وألأم من يطا عفر التراب
ظننتم، والسفيه له ظنون ... وما إن ذاك من أمر الصواب (?)
ومما قاله كعب بن مالك - رضي الله عنه - في الرد على بعض شعراء قريش قال:
أبلغ قريشاً وخير القول أصدقُه ... والصدقُ عند ذَوِي الألباب مقبول (?)
أن قد قَتَلنا بقتلانا سَراتَكم ... أهل اللِّواء فَفيما يكثر القليل
ويومَ بدرٍ لقيناكم لنا مدد ... فيه مع النصر ميكالٌ وجبريل
إن تقتُلُونا فدين الحقِ فطرتُنا ... والقَتل في الحق عند الله تفضيل