إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت) (?).

ولابد من إضافة هنا تبين مصدرية الأخلاق، وتوضح ما سبق، وهي أنَّ الأخلاق لا يمكن أن تكون نتاج عقل، حتى نقول إن الرسول أنتج هذه الأخلاق بعقله، لأن العقل يستطيع أن يختبر العلاقات بين الأشياء ويحددها، ولكنه لا يستطيع أن يصدر حكماً قِيَمِياً عندما تكون القضية قضية استحسان أو استهجان أخلاقي. إنَّ محاولة إقامة الأخلاق على أساس عقلاني لا يستطيع أن يتحرك أبعد مما يسمى بالأخلاق الاجتماعية، أو قواعد السلوك اللازمة للمحافظة على جماعة معينة، وهي في واقع الأمر نوع من النظام الاجتماعي (?).

ويؤكد هذه الفكرة الدكتور محمد الله دراز لقوله: "فإذا ما قيل لنا، إننا نحن الذين نشرع لأنفسنا، بوصفنا أعضاء في عالم عقلي، وجب علينا أن نتفق على ذلك الاستقلال الذي خص به العقل."

ماذا تعني في الواقع هذه المقولة: " العقل يمنح نفسه قانونه؟ هل هو مبدع العقل والقانون، أو أنه يتلقاه مُعدًّا على أنه جزء من كيانه كما يفرضه على الإرادة، ذلك لأنه إذا كان العقل مبدع القانون فإنه يصبح السيد المطلق، فيبقى عليه، أو يبطله تبعاً لمشيئته، فإذا لم يستطع ذلك فلأنه قانون سبق في وضعه وجود العقل، وأن صانع العقل قد طبعه فيه،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015