ذلك إلا لترك الدعوة كما ظنوا في نهاية المطاف، سواء في أن يسكت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن آلهتهم، وكذلك هم يسكتون عنه، كما في قوله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9)} [القلم: 9]، أو بأن يعبدوا إلاهه يوماً، ويعبد آلهتهم يوماً، كما في قوله تعالى واصفاً هذا العرض ناهياً عن ذلك: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)} [الكافرون: 1 - 6]. (?)

وعندما اشتكى أبوطالب وزاد ثقله، قال كفار قريش لقد أسلم حمزة وعمر، وفشا أمر محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في القبائل، فانطلقوا بنا إلى أبى طالب، ليأخذ لنا على ابن أخيه، وليعطه منا، فإنا والله لا نأمن أن يبتزونا أمرنا، وعندما جاء وفدهم إلى أبى طالب قال للنبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «يابن أخى هؤلاء أشراف قومك قد اجتمعوا إليك ليعطوك وليأخذوا منك، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نعم كلمة واحدة يعطونيها يملكون بها العرب وتدين لهم بها العجم. وفي رواية: تدين لهم بها العرب وتؤدى إليهم بها العجم الجزية، ففزعوا لكلمته ولقوله. فقال القوم: كلمة واحدة؟ قال: نعم. فقال أبو جهل: نعم وأبيك عشر كلمات، قال: تقولون لا إله إلا الله وتخلعون ما تعبدون من دون الله. فصفقوا بأيديهم ثم قالوا: يا محمد تريد أن تجعل الآلهه آلهاً واحداً؟ إن أمرك لعجب. ثم قال بعضهم لبعض: ما هذا الرجل بمعطيكم شيئاً مما تريدون، فانطلقوا وامضوا على دينكم حتى يحكم الله بينكم وبينهم، ثم تفرقوا، فأنزل الله فيهم أول سورة «ص» (?). أما أسلوب الترغيب، فقد استخدمته قريش لإثناء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن دعوته، ومن ذلك أنها أرسلت عتبة بن ربيعة للرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال له: يا ابن أخى إنك منا حيث قد علمت من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015