رسالة الإسلام، وعلى رسولها - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. لنرى بموضوعية كيف تمثلت هذه الأخلاق فيهما على أتم وجه، وأحسن سيرة، ونلج المقصود مباشرة فنقول: أمَّا الأخلاق عند الغربيين المحدثين فتعرف بأنها: "تصور وتقييم ما ينبغي أن يكون عليه السلوك، متمشية في ذلك مع مثل أعلى أو مبدأ أساسي تخضع له التصرفات الإنسانية، ويكون مؤازراً للجانب الخَيِّر في الطبيعة البشرية" (?).

ويلاحظ الباحث أن تعريفات الأخلاق عند الغربيين لا تفرق بين الحديث والقديم، حيث يبين ذلك كلام ابن مسكويه بدون قصد منه للتفريق بين التعريفات، فيحدد الأخلاق مبيناً وجهة نظر القدماء، أي فلاسفة اليونان بأنها: "علمٌ يعرف به حال النفس من حيث ماهيتها، وطبيعتها، وعلة وجودها، وفائدتها، ما هي وظيفتها التي تؤديها، وما الفائدة من وجودها، وعن سجاياها، وعن أميالها، وما ينقلها بسبب التعاليم إلى الحالة الفطرية، وذكر أن هذا أول علم تأسس منذ بدء الخليقة" (?).

ونختار تعريف الجرجاني حيث هو من اعتنى بالتعريفات، ليبين تعريف الأخلاق عند علماء المسلمين المتقدمين، وهو ما درج عليه متأخروهم من المهتمين منهم بالأخلاق والتفسير فيقول: " الخلق عبارة عن هيئة للنفس راسخة يصدر عنها الأفعال بسهولة ويسر من غير حاجة إلى فكر وروية، فإن كان الصادر منها الأفعال الحسنة، كانت الهيئة خلقاً حسناً، وإن كان الصادر منها الأفعال القبيحة، سميت الهيئة التي هي مصدر ذلك خلقاً سيئاً، وإنما قلنا هيئة راسخة؛ لأن من يصدر منه بذل المال على الندور بحالة عارضة لا يقال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015