وبناءً على منهجهم في فهم دوافع الكاتب ونوازعه، نقول: فما هي نوازع "وات" في ذلك؟ والمطالع لذلك يرى أظهر دافعين لذلك هما نزع صفة النبوة الإلهية عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، والثاني أن ما في الإسلام من مبادئ لها قيمة فهي مقتبسة من اليهودية والنصرانية، وكل ذلك لدافع أكبر وأعظم، وهو كيفية هزيمة المسلمين فكريًا إذ لم يستطيعوا هزيمتهم عسكريًا، مع تحصين بني جلدتهم ضد الإسلام، وتشويه صورته من أوله إلى آخره في أعينهم اعتقادًا وسلوكًا، وأنه تلفيقات من اليهودية والنصرانية، مع محاربة المسلمين في عقيدتهم وعبادتهم بمحو الصورة الصحيحة للإسلام ونبيه في عقولهم وواقعهم، وما كانوا كذلك إلا لكونهم رأس حربة التبشير والاستعمار، حيث كانت كل دوائر الاستشراق تعمل بتدبير وترتيب الاستعمار والتبشير في دوائر مخابراتهم، وتراجمهم حافلة طافحة بتأكيد ذلك، وبالتالي كانت كلها تصب في تيار محاربة الإسلام وإخراج أهله منه؛ ليتم لهم احتلال أرضه ونهب ثرواته بدون مقاومة عسكرية، وما استتب لهم ذلك إلا بقيام أركانهم التي شيدوها بمن تسموا بأسماء إسلامية ليقوموا بهذا الدور خير قيام نيابة عن هؤلاء المستشرقين.

ونحن إذ نذكر ذلك هنا إنما ذلك لتأكيد المعنى الذي لا ينبغي أن يغيب أبدًا عن ذهن المسلمين في التعامل مع ما يأتي من كتابة في البحث، ومع جميع ما كتب ويكتب من كلام المستشرقين، وصنائعهم في ديار المسلمين، ومن قلدهم من حسني النية؛ يحسبون أن في اتباعهم التطور والتقدم، إن المتفحص المنصف للواقع يرى إننا ما تأخرت حضارتنا وانهارت قيمنا إلا باتباع هؤلاء المجرمين، والعاقل يقول متى أراد عدوك المتربص بك خيرًا؟! والواقع خير شاهد على هذا التدهور.

نعود إلى السؤال الذي طرحناه، وهو ما الضرر من إثبات هذه الإرهاصات على المنهج المزعوم، والإجابة إن إثباتها لا مفر من أن يثبت به نبوة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وتنهدم قضيتهم كلها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015