لازماً لأوصاهم به كما أوصاهم في تلك الحالة مشافهة بإخراج المشركين من جزيرة العرب وبإكرام الوفود (?). وقد أفادت رواية صحيحة أن طلبه الكتابة كان يوم الخميس قبل وفاته بأربعة أيام، "ولو كان واجباً لم يتركه لاختلافهم لأنه لم يترك التبليغ (?) لمخالفة من خالف، وقد كان الصحابة يراجعونه في بعض الأمور ما لم يجزم بالأمر".
وقد دعا إليه فاطمة (رض) فسَارَّها بشيء فبكت، ثم دعاها فسَارَّها بشيء فضحكت، وقد أخبرت بعد وفاته أنه أخبرها أنه يموت فبكت وأخبرها بأنها أول أهله لحاقاً به فضحكت (?) وقد كان ذلك فهو من علامات النبوة.
وقد أثقله المرض ومنعه من الخروج للصلاة بالناس فقال: "مروا أبا بكر فليصل بالناس، وقد راجعته عائشة (رض) لئلا يتشاءم الناس بأبيها فقالت: إن أبا بكر رجل رقيق ضعيف الصوت كثير البكاء إذا قرأ القرآن (?) فأصر على ذلك، فمضى أبو بكر يصلي بهم (?) وخرج النبي مرة يتوكأ على العباس وعلي فصلى بالناس وخطبهم وقد أثنى في خطابه على أبي بكر (رض) وبين فضله وأشار إلى تخيير الله له بين الدنيا والآخرة واختياره الآخرة (?).
وكانت آخر خطبة له قبل موته بخمس ليال وقال فيها: إن عبدا عرضت عليه الدنيا وزينتها فاختار الآخرة، ففطن أبو بكر إلى أنه يقصد نفسه فبكى وتعجب الناس منه إذ لم يدركوا ما فطن له (?).