وكذلك وجه نداء لعبيد الطائف أن من ينزل منهم من الحصن ويخرج إلى المسلمين فهو حر، فخرج ثلاثة وعشرون من العبيد منهم أبو بكرة الثقفي فأسلموا فأعتقهم (?) ولم يعدهم إلى ثقيف بعد إسلامها (?).

ورغم ما واجهته ثقيف من وابل السهام التي أمطرها بها المسلمون لينالوا درجة في الجنة وعدهم بها رسول الله (?)، فإنها صمدت أمام الحصار بكبرياء وإصرار.

وقد كثرت الجراحات في المسلمين (?). واستشهد منهم اثنا عشر رجلا (?). في حين لم يقتل من المشركين سوى ثلاثة بسبب امتناعهم بالحصون والأسوار (?).

وتدل رواية صحيحة (?) على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقصد بحصار الطائف فتحها، بل كسر شوكة ثقيف وتعريفها بأن بلدها في قبضة المسلمين، وأنهم متى شاءوا دخلوها. وما كان الرسول صلى الله عليه وسلم ليشق على المسلمين ويكثر من تقديم الشهداء لفتح بلد حصين يحيط به الإسلام من كل مكان وليس له إلا الإسلام أو الاستسلام طال الوقت أم قصر، كما أنه كان يحرص على ثقيف حرصه على قريش من قبل، فهم إن تحولوا إلى الإسلام كانوا مادة له، فهم أهل فطنة وذكاء، وكان يطمح لإسلامهم وقد سعى لنشر الدعوة فيهم منذ المرحلة المكية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015