وفي طريق المسلمين إلى مكة قدم بعض زعماء المشركين، فأعلنوا إسلامهم، ففي الأبواء قدم أبو سفيان بن الحارث أخو الرسول صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، وعبدالله بن أبي أمية بن المغيرة، فأسلما. وكانا شديدين في معاداة الإسلام، فكان أبو سفيان بن الحارث يهجو المسلمين ويقاتلهم في سائر الحروب عشرين سنة حتى قذف الله في قلبه الإسلام، وحسن إسلامه فكان أحد الذين صمدوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين حين فر الناس (?). وكان عبد الله بن أبي أمية شديد العداوة للمسلمين وهو أخو أم سلمة -أم المؤمنين- لأبيها، وقدم على الرسول صلى الله عليه وسلم بين السقيا والعرج على طريق (المدينة - مكة)، فأسلم وحسن إسلامه فشهد فتح مكة واستشهد في حصار الطائف (?).

وفي الجحفة - قرب رابغ الآن- قدم العباس بن عبد الطلب على الرسول صلى الله عليه وسلم مهاجرا (?)، وكان العباس قد أسلم قبل فتح خيبر (?)، وقد وردت روايات ضعيفة تبين إسلامه قبل بدر (?). بل قبل الهجرة إلى المدينة (?). ويردُّ ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم طالبه بأن يفتدي عندما أسر ببدر ولا شك أن العباس قدم خدمات جليلة للإسلام قبل دخوله فيه فقد كان يوافي الرسول صلى الله عليه وسلم بأخبار قريش، وكان ملاذاً للمسلمين المستضعفين بمكة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015