حقوقهم؛ لأنهم يستندون في ذلك إلى آية صريحة, وهي آية الغنيمة: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ} (الأنفال: من الآية: 41).

وعندئذ رأى الخليفة أن يشكل لجنة من عشرة من كبار الأنصار, يحتكم إليها المسلمون, وتألفت من خمسة من الأوس، وخمسة من الخزرج -كما قلنا- وجد سيدنا عمر بن الخطاب من يعارضه في رأيه, سيدنا عمر بن الخطاب يريد إبقاء الأرض في يد أصحابها, ويفرض عليها الخراج, أو ضريبة, وهذا الخراج أو الضريبة إنما توضع في بيت المال وينفق منها على مصالح المسلمين الكثيرة, لكن الذين خالفوه وعلى رأسهم الجند, يقولون بأن هذه الأرض تقسم على الغانمين, ولا تبقى في يد أصحابها من أجل أن يوضع عليها الخراج أو الضريبة, كما قلنا سيدنا بن عمر الخطاب اختار عشرة من أكابر الصحابة خمسة من الأوس وخمسة من الخزرج, أراد أن يعرض عليهم المشكلة, ويعرض عليهم هذا الخلاف الذي نشب بينه وبين الغانمين وبعض الصحابة, فيريد أن يعرض الرأي عليهم ثم بعد ذلك يأخذ رأيهم في هذه المشكلة.

شرح الخليفة عمر بن الخطاب وجهة نظره إزاء المشكلة المطروحة أمام لجنة العشرة الكبار, فقال: أرأيتم هذه الثغور, هذه الثغور يقصد الأماكن التي من الممكن أن يأتي منها العدو إلى الدولة الإسلامية, ويعتدي عليها, يعني الأماكن التي ينبغي أن يكون فيها جند لحراسة الدولة الإسلامية من جيرانها الأعداء, أرأيتم هذه الثغور, لا بد لها من رجال يلزمونها, يلزمونها مثل ما هو معلوم هؤلاء الذي يدافعون عن حدود الدولة من الأماكن المختلفة, يلزمونها يعني لا بد وأن يكون هناك جند منقطعون للحفاظ على أمن الدولة الإسلامية في هذه الثغور, أي الأماكن التي يتوقع أن يأتي منها الخطر من الأعداء على الدولة الإسلامية, أرأيتم هذه الثغور, لا بد لها من رجال يلزمونها يعني يجلسون فيها, يجلسون في هذه الثغور ويحافظون على أمن الدولة الإسلامية, أو رأيتم هذه المدن العظام لا بد لها من أن تشحن بالجيوش, ويدرى عليها العطاء.

بعد أن وجه نظرهم إلى هذه الثغور التي تحتاج إلى جنود يقيمون فيها وهؤلاء الجنود يحتاجون إلى مرتبات وإلى نفقات عليهم, وإلى أسلحة يتسلحون بها, يقول لهم: كل الأشياء المقاتلين الذين في حاجة إلى مرتبات, الذين هم في حاجة إلى وسائل يحاربون بها أو أسلحة يحاربون بها الأعداء، إذا أرادوا الاعتداء على الدولة الإسلامية, كل هذه الأشياء تحتاج إلى نفقات فمن أي نأتي بهذه النفقات, وكذلك يقول لهم: هذه المدن العظيمة التي افتتحها المسلمون, لا بد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015