الكفاءة, والخبرة, فقد أسند أبو بكر -رضي الله عنه- القضاءَ إلى عمر, كما أسند إلى أبي عبيدة أمانة بيت المال, وأسند إلى علي بن أبي طالب الإشراف على أسرى الحرب, وكذلك فعل عمر بن الخطاب, إذ احتفظ لنفسه بأعمال الخزانة, ووزع الأعمال على أصحاب الكفاءة, كل حسب خبرته, وأعلن ذلك بين الناس قائلًا: من أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل, ومن أراد أن يسأل عن القرآن فليأت زيد بن ثابت, ومن أراد أن يسأل عن المال فليأتني, فإن الله جعلني له خازنًا, وقاسمًا.
ثم نتحدث الآن عن المنهج الإسلامي في الرقابة، فنقول:
الرقابة بالمعنى العام هي متابعة ما يحدث؛ للتأكد من أنه يتم وفقًا للخطط الموضوعة.
والرقابة وفقًا للمفهوم الإداري: هي العملية التي ترى بها الإدارة هل الذي حدث كان من المفروض أن يحدث؟ وإذا لم يكن كذلك فلا بد من إجراء التعديلات الضرورية.
والمفهوم الإسلامي للرقابة أنها عملية مستمرة, تقع على عاتق جميع العاملين بالمنظمة, ولا تختص بها جهة واحدة, وفي هذا يقول النبي -صلى الله عليه وسلم: ((كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)).
ويمكن القول أن هناك ثلاثة مصادر للرقابة في الإسلام هي: الرقابة الإلهية, الرقابة الذاتية, الرقابة العامة.