بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الرابع عشر
(المنهج الإداري في الإسلام)
1 - توجيهات الفكر الإسلامي (3)، ومقدمة عن المنهج الإسلامي الإداري
مقدمة عن المنهج الإسلامي الإداري
وبعد ما تكلمنا عن التوجيه الإداري الإسلامي، نتكلم الآن عن المنهج الإسلامي الإداري الذي رسمه الإسلام للعاملين، وهذا المنهج الإسلامي يكون في التخطيط كما يكون في التنظيم، كما يكون في الرقابة؛ ولذلك سوف نتكلم أولًا: عن المنهج الإسلامي في التخطيط، فنقول التخطيط كوظيفة إدارية أصبح ذا أهمية كبرى عند كل مناهج الفكر الإداري، إذ أن تغير الظروف المحيطة بالتنظيمات، وظروف عدم التأكيد المحيطة بالمستقبل جعلت الاهتمام بالتخطيط ضرورة حيوية؛ لتحقيق الأهداف، وعلى هذا يمكن القول إنه في المجتمعات الديناميكية يصبح التخطيط هو الطريق الرئيسي الذي يستطيع به التنظيم أن يتكيف مع المجتمع، والظروف المحيطة به؛ لأنه يرفع درجة الرشد في القرارات الحالية التي تعتمد على التوقعات المستقبلية.
والتخطيط هو نشاط أساسي لأي نظام يرغب في زيادة احتمالات نجاحه في تحقيق أهدافه، ويوجد نوعان أساسيان من الخطط:
الخطط الإستراتيجية: والتي تركزت على الأهداف العامة، ووسائل تحقيقها، والخطط التكتيكية التي تستخدم للوصول إلى الأهداف الفرعية التي تخدم الأهداف العامة، ولا يتسع المجال للحديث عن نظريات التخطيط، ومفهومها، ومن ثم نكتفي بالإشارة إلى أن أدق وأوجز التعريفات لمفهوم التخطيط كما استخلصه علماء الإدارة من الدراسة المستفيضة لأفكار هذه النظريات، يتلخص فيما يلي: