مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» (?)، فلا يعقل أن يقدم أحد من الصحابة - بعد أن عرف جزاء الكذب على رسول الله - على وضع واختلاق ما لم يقله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولا يعقل أن يجازف أحد منهم بالنور النبوي الذي خالط قلبه وروحه، فيطفئه بوضع حديث في سبيل دعم فكرة أو للانتصار لحزب أو للتقرب من شخص، وإن أية محاولة في سبيل إثبات الوضع من قبل الصحابة ستبوء بالفشل، لكثرة الأدلة القاطعة على ورعهم وخشيتهم وبعدهم عن المعاصي، واعتزال أكثرهم الفتن وابتعادهم عن الضلالات والبدع، بل إن الأدلة على أنهم كانوا حفظة للشريعة يَذُبُّونَ عن السُنَّةِ التحريف والتأويل أكثر من أن تحصى، ولو فرضنا جدلاً وقوع الوضع من بعض الصحابة - وهذا بعيد - فإن ذلك سينكشف أمره وينتقل إلينا كما انتقلت أخبار كثير من الحوادث الجليلة والدقيقة (?) ويقوي هذا عندنا، ذلك الوعي الرفيع الذي كان يتميز به الصحابة وكبار التابعين، إلى جانب رسوخهم في الحديث النبوي، الذي يسهل عليهم معرفة الصحيح من الموضوع، وراء هذا كله جرأتهم