- صلى الله عليه وسلم - بأمر الله، فكان وحياً إليه.

وقيل: جعل الله إليه لما شهد له به من أنه يهدي إلى صراط مستقيم، أن يسن.

وأيهما كان؛ فقد ألزمهما الله تعالى خلقَه، ولم يجعل لهم الخِِيَرَةَ من أمرهم، فيما سَنَّ لهم، وفرض عليهم اتباع سنته. اهـ.

وقال رحمه الله تعالى - في موطن آخر (?) في تعليقه على حديث اللعان، فيما نَقل عمَّن سبقه -: فأَمْرُ الله تعالى إياه وجهان:

أحدهما: وحيٌ ينزل، فيُتلى على الناس.

الثاني: رسالةٌ تأتيه عن الله تعالى، بأن افعل كذا فيفعله، ... اهـ

وقال الإمامُ ابنُ حزم الظاهريُّ رحمه الله تعالى (?) : لما بيَّنّا أن القرآن هو الأصل المرجوع إليه في الشرائع؛ نظرنا فيه فوجدنا فيه إيجابَ طاعة ما أمرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم (ووجدناه عز وجل يقول فيه واصفاً لرسوله صلى الله عليه وسلم: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم:3– 4] فصح لنا أن الوحيَ ينقسم من الله عز وجل إلى رسوله صلى الله عليه وسلم إلى قسمين:

أحدهما: وحيٌ متلُوٌّ، مؤَلَّفٌ تأليفاً، معجزُ النظام، وهو القرآن.

والثاني: وحيٌ مرويٌّ، منقولٌ غيرُ مؤلَّفٍ، ولا معجز النظام، ولا متلُوٍّ، لكنه مقروء، وهو الخبرُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو المبيِّنُ عن الله عز وجل مرادَه منا، قال الله تعالى: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: 44] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015