مِن جِهَةِ الرّأىِ؛ لأنَّه لا يَحمِلُه الرّأىُ، ولا يَكونُ فيما قال سعيدٌ: السُّنَّةُ. إذا
كان يُخالِفُ القياسَ والعَقلَ إلَّا عِلمُ اتِّباعٍ فيما نُرَى واللَّهُ أعلمُ، وقَد كُنّا نَقولُ
به على هذا المَعنَى ثُمَّ وقَفتُ عنه، وأسألُ اللَّهَ الخيَرَةَ مِن قِبَلِ أنّا قَد نَجِدُ مِنهُم
مَن يقولُ: السُّنَّةُ. ثُمَّ لا نَجِدُ لِقَولِه: السُّنَّةُ. نَفاذًا بأنَّها عن النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم -،
والقياسُ أولَى بنا فيها. قال: ولا يَثبُتُ عن زَيدٍ إلَّا كَثُبوتِه عن علىٍّ - صلى الله عليه وسلم - (?).
قال الشيخُ: ورُوِىَ عن مُعاذِ بنِ جَبَلٍ - صلى الله عليه وسلم - عن النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - بإِسنادٍ لا يَثبُتُ
مِثلُه، وعن عمرِو بنِ شُعَيبٍ عن أبيه عن جَدِّه عن النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - بإِسنادٍ ضَعيفٍ مِثلُ
قَولِ زَيدِ بنِ ثابِتٍ، وهو قَولُ الفُقَهاءِ مِن أهلِ المَدينَةِ.
16394 - وأخبرَنا أبو بكرٍ الأَردَستانِىُّ الحافظُ، أخبرَنا أبو نَصرٍ
العِراقِىُّ ببُخارَى، حدثنا سفيانُ بنُ محمدٍ الجَوهَرِىُّ، حدثنا علىُّ بنُ الحَسَنِ
الدَّرابَجِردِىُّ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ الوَليدِ، حدثنا سفيانُ، عن جابِرٍ، عن
الشَّعبِىِّ، عن شُرَيحٍ قال: كَتَبَ إلَىَّ عُمَرُ - رضي الله عنه - بخَمسٍ مِن صوافِى الأُمَراءِ؛ أن
الأسنانَ سَواءٌ، والأصاجَ سَواءٌ، وفِى عَينِ الدّابَّةِ رُبُعُ ثَمَنِها، وأنَّ الرَّجُلَ يُسألُ
عِندَ مَوتِه عن ولَدِه فأصدَقُ ما يَكونُ عِندَ مَوتِه، وجِراحَةُ الرِّجالِ والنِّساءِ سَواءٌ
إلَى الثُّلُثِ مِن ديَةِ الرَّجُلِ (?). جابِرٌ الجُعفِىُّ لا يُحتَجُّ به (?)، وقَد خولِفَ فى لَفظِه
وحُكمِهِ: