وأخبرَنا أبو نَصرٍ عُمَرُ بنُ عبدِ العَزيزِ بنِ عُمَرَ بنِ قَتادَةَ، أنبأنا أبو محمدٍ
أحمدُ بنُ إسحاقَ ابنُ (?) البَغدادِيِّ الهَرَوِيُّ بها، أنبأنا مُعاذُ بنُ نَجدَةَ، حدثنا
خَلَّادُ بنُ يَحيَى، حدثنا عبدُ الواحِدِ بنُ أيمَنَ المَكِّيُّ، عن أبيه قال: دَخَلتُ
على عائشةَ - رضي الله عنها - فقُلتُ: يا أُمَّ المُؤمِنينَ، إنِّى كُنتُ غُلامًا لِعُتبَةَ بنِ أبي لَهَبٍ،
وإِنَّ عُتبَةَ ماتَ ووَرِثَنى بَنوه، وإنَّهُم باعونِى مِن عبدِ اللهِ بنِ أبي عمرٍو
المخزومِىِّ، فأعتَقَنِى ابنُ أبي عمرٍو، واشتَرَطوا ولائى، فمَولَى مَن أنا؟ وفِى
رِوايَةِ أبي نُعَيمٍ قال: دَخَلتُ على عائشةَ. وكانَ لِعُتبَةَ بنِ أبي لَهَبٍ، فماتَ عُتبَةُ
فوَرِثَه بَنوه واشتَراه ابنُ أبي عمرٍو فأعتَقَه، واشتَرَطَ بَنو عُتبَةَ الوَلاءَ، فدَخَلَ
على عائشةَ - رضي الله عنها - فذَكَرَ ذَلِكَ لها، فقالَت عائشَةُ - رضي الله عنه -: دَخَلَتْ علىَّ بَريرَةُ وهِىَ
مُكاتبَةٌ فقالَت: اشتَرينِى يا أُمَّ المُؤمِنينَ، فإِنَّ أهلِى يَبيعونِى، فأعتِقينِى. وفِى
رِوايَةِ أبي نُعَيمٍ: اشتَرينِى فأعتِقييى. قُلتُ: نَعَم. قالَت: إنَ أهلِى لا يَبيعونِى
حَتَى يَشتَرِطوا ولائى. فقالَت: لا حاجَةَ لِي بكِ. فسَمِعَ ذَلِكَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -،
أو بَلَغَه فقالَ: "ما شأنُ بَريرَةَ؟ ". فأخبَزتُه. وفِى رِوايَةِ أبي نُعَيمٍ: فذَكَرَ ذَلِكَ
لِعائشَةَ، فذَكَرَت عائشَةُ ما قالَت لها، فقالَ: "اشتَريها فأَعتِقِيها، وليَشتَرِطوا ما
شاءوا". وفِى رِوايَةِ أبي نُعَيمٍ: "ودَعيهِم فليَشتَرِطوا ما شاءوا". قالَت:
فاشتريتُها (?) فأعتَقتُها واشتَرَطَ أهلُها وَلاءَها. [وفِى رِوايَةِ أبي نُعَيمٍ: فاشتَرَتْها
عائشَةُ فأعتَقَتْها واشتَرَطَ أهلُها الوَلاءَ] (?)، فقالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الوَلاءُ لمن أعتَقَ