لترويح النفس (?) وإن لم يكن ثمة جدٌّ في العلم، كانتشار الاستراحات في وقتنا وإن لم يكن ثمة تعب في البدن= مثل حال السابقين الكادحين.
مع أنَّ أحاديثَ السَّمَر أهم من الاستراحات، لأنها تغذية للمعرفة في الغالب، وفي الاستراحات تخمة في البدن غالبه.
وأمر آخر: عند السابقين تعب في البدن وراحة في النفس، وعند اللاحقين راحة في البدن وتعب في النفس؛ فأدب السمر لتخفيف شئ يسير ـ لمن أحب القراءة ـ، وترويح عن الهم الجاثم على قلوب المسلمين الغيورين، من ضعف وهوان الأمة الإسلامية، وشيوع التمرد على أحكام الدين، والاستهزاء بشعائره وعلمائه وولاة أمره، وعامة المستقيمين والمستقيمات على شرعه، من لدن المنافقين في العالم الإسلامي ... ـ قاتلهم الله أنى يؤفكون ـ.
هذا، وقد أخذَتْ المحاضراتُ والمسامرات حيِّزاً لابأس به في كتب التراث، وللعلم: فالتراث العربي والشرعي لايحيط به فرد أو مجموعة، لكثرته وتعدده، مع ما جُهِل عنوانه، أو عُلِمَ ولم يعرف مكانه. (?)
هذه الكتب في مجال المسامرة والمحاضرة، والإمتاع والمؤانسة فيها خروج من الجِدِّ إلى أبواب من الهزل المباح، تلقيحاً للفكر، وترويحاً للنفس، فأَلقِ نظرة عابرة في