وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ عاشره: أنعم بإقطاع الْأَمِير ألطنبغا المرقبي بعد مَوته على الْأَمِير طوخ الجمكي رَأس نوبَة ثَانِيًا وأنعم بإقطاع الْأَمِير طوخ على الْأَمِير قانبيه الجركسي شاد الشَّرَاب خاناه وأنعم بإقطاع قانبيه على ثلَاثه نفر: الْأَمِير تغري برمش وإستقر نَائِب الْقلَّة عوضا عَن الْأَمِير ممجق وعَلى الْأَمِير يُوسُف بن مُحَمَّد بن الْأَمِير إِسْمَاعِيل بن مَازِن وإستقر شيخ لهانة بالبهنساوية وعَلى تغرى بردي دوادار قراسنقر وَهُوَ كاشف الجيزة. وَفِي هَذِه الْأَيَّام: أَيْضا برزت التجريدة المتوجهة إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة حَتَّى أناخت بالريدانية خَارج الْقَاهِرَة وعدتها خَمْسُونَ مَمْلُوكا عَلَيْهِم الْأَمِير جَانِبك الْمَعْرُوف بنائب بعلبك أحد أُمَرَاء العشرات وإستقلت بِالْمَسِيرِ فِي يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشره وَتوجه صحبتهم نَاظر جدة وشادها وعدة مِمَّن يُرِيد الْحَج وَالْعمْرَة وَتوجه أَيْضا أحد خاصكيه السُّلْطَان لإحضار ولي الدّين مُحَمَّد بن قَاسم مضحك السُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف برسباى وَكَانَ قد رسم بإحضاره غير مرّة آخرهَا أَن كتب للأمير سودون المحمدي بتجهيزه من مَكَّة فِي الْبَحْر إِلَى الْقَاهِرَة فَأخْرجهُ من مَكَّة وأركبه الْبَحْر من جدة فَنزل يَنْبع ومضي إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة. ثمَّ عَاد إِلَى يَنْبع وإعتذر عَن الْحُضُور فَلم يقبل عذره وجهز لَهُ الخاصكي ورسم بِهِ أَن يَأْخُذهُ تسفيره من ابْن قَاسم ألف دِينَار. وَفِي يَوْم الْأَحَد سادس عشره: عقد مجْلِس بن يَدي السُّلْطَان حَضْرَة قُضَاة الْقُضَاة الْأَرْبَع وَجِيء بشمس الدّين مُحَمَّد الصَّفَدِي قَاضِي الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق من منزله بجوار كَاتب السِّرّ فَأوقف وأدعي عَلَيْهِ غَرِيمه حميد الدّين بن أبي حنيفَة عِنْد قَاضِي الْقُضَاة