إِلَى دَار السَّعَادَة ونزعه عَنهُ وَألبسهُ الَّذِي قدم بِهِ عَلَيْهِ. ودافع جاني بك عَن القلعة وَأعَاد مَمْلُوكه سونج بغا إِلَى مصر. وَبعث إِلَى قلعة الصبيبة فأفرج عَن أقبغا اللكاش وألجى بغا الْحَاجِب وخضر الكريمي واستدعاهم إِلَى دمشق فقدموا عَلَيْهِ فِي ثَانِي عشْرين ذِي الْحجَّة وأنزلهم بدار السَّعَادَة. وَمَات فِي هَذِه السّنة من الْأَعْيَان قَاضِي الْقُضَاة عماد الدّين أَحْمد بن عِيسَى بن مُوسَى بن عِيسَى بن سليم بن جميل الْأَزْرَقِيّ العامري الكركي الشَّافِعِي بالقدس فِي سادس عشْرين ربيع الأول. وَمَات أَمِير حَاج بن مغلطاي أحد الْأُمَرَاء ونائب الْإسْكَنْدَريَّة بدمياط فِي ربيع الأول. وَمَات أرغون شاه الإبراهيمي نَائِب حلب بهَا فِي صفر لَيْلَة الْخَامِس وَالْعِشْرين مِنْهُ فَكَانَت جنَازَته عَظِيمَة جدا لِأَنَّهُ كَانَ أظهر من الْعدْل بحلب أمرا كَبِيرا. اتّفق أَنهم اكتروا لديوانه جمالاً لنقل الْملح فَأخذت سَرِيَّة من الْعَرَب الْجمال فأحضر أَرْبَابهَا وَجعل بعلي من حلف قيمَة جمله الَّتِي يحلف عَلَيْهِ. وَهَذَا غَرِيب فِي زَمَاننَا وَقيل إِنَّه مَاتَ مسموماً. كَانَ أَولا خازنداراً ثمَّ ولي نِيَابَة صفد ثمَّ طرابلس ثمَّ حلب. وَمَات بكلمش العلاي أَمِير سلَاح وأمير مجْلِس بالقدس فِي صفر. وَمَات تمان بغا الحسني نَائِب حمص. وَمَات الشَّيْخ الْمُقْرِئ المعتقد خَلِيل بن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْجَلِيل وَيعرف بِابْن المشبب فِي سادس عشْرين ربيع الأول. وَمَات شهَاب الدّين أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد الْعَبَّادِيّ الْحَنَفِيّ فِي لَيْلَة الْأَحَد تَاسِع عشْرين ربيع الآخر. وَكَانَ من فضلاء الْحَنَفِيَّة درس فِي عدَّة فنون وناب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ.