وَفِي خَامِس عشره: حضر ابْن خلدون وخلع عَلَيْهِ وَاسْتقر فِي قَضَاء الْقُضَاة الْمَالِكِيَّة عوضا عَن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن التنسي بعد مَوته فشرع فِي عرض الشُّهُود وأغلق عدَّة حوانيت استجدت بعده. وَهَذِه ولَايَته الثَّانِيَة بعد مَا أَقَامَ معزولاً نَحْو خمس عشرَة سنة. وَفِي سادس عشره: سَافر قَاضِي الْقُضَاة أصيل الدّين إِلَى دمشق على خيل الْبَرِيد بعد مَا وزن وَفِي حادي عشرينه: اسْتَقر الْأَمِير ركن الدّين عمر بن عَليّ الكوراني فِي ولَايَة مصر عوضا عَن الصارم إِبْرَاهِيم بن مقبل بعد عَزله. وَفِي رَابِع عشرينه: كتب بالإفراج عَن الْأَمِير شهَاب الدّين أَحْمد بن الشَّيْخ على من اعتقاله بقلعة دمشق وَأَن يسْتَقرّ فِي الأتابكية بِدِمَشْق عوضا عَن الْأَمِير جلبان. وَفِي سَابِع عشرينه: أخرج الْأَمِير عَلَاء الدّين عَليّ بن الطبلاوي من خزانَة شمايل وَسلم إِلَى الْأَمِير يلبغا الْمَجْنُون الأستادار فَاجْتمع لِخُرُوجِهِ من النَّاس عدد لَا يُحْصِيه إِلَّا الله وظنوا أَنه قد أفرج عَنهُ فاشتروا من الزَّعْفَرَان وأوقدوا من الشموع مَا يبلغ مِنْهُ أُلُوف الدَّرَاهِم. فَلَمَّا يئسوا مِنْهُ انقلبوا خائبين وَكَانَ هَذَا من جلة ذنُوبه الَّتِي نقمت عَلَيْهِ. وَفِي ثامن عشرينه: قدم أصيل الدّين مُحَمَّد بن عُثْمَان إِلَى دمشق على الْبَرِيد. وَفِي هَذَا الشَّهْر: ورد الْخَبَر بِأخذ تيمور لنك بِلَاد الْهِنْد وَأَن سباياها أبيعت بخراسان بأبخس الْأَثْمَان وَأَنه توجه من سَمَرْقَنْد إِلَى الْهِنْد فِي ذِي الْحجَّة من السّنة الْمَاضِيَة. شهر شَوَّال أَوله الْجُمُعَة: صلى السُّلْطَان صَلَاة عيد الْفطر بالميدان على الْعَادة وَصلى بِهِ قَاضِي الْقُضَاة صدر الدّين مُحَمَّد الْمَنَاوِيّ وخطب وخلع على الْأُمَرَاء وَسَائِر أَرْبَاب الدولة على الْعَادة فَكَانَ يَوْمًا مشهوداً.