بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
فِي الْمحرم: قدم كتاب أرتنا يتَضَمَّن اتضاع أَمر أَوْلَاد دمرادش ويغض من نَائِب حلب على مَا فعله مَعَ ابْن دلغادر. وَفِي عشريه: قدم محمل الْحَاج فَتحَرك عزم السُّلْطَان لِلْحَجِّ وَكتب إِلَى بِلَاد الشامية بابتياع سِتَّة آلَاف جمل وَألْفي رَأس غنم وَجَمِيع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من العبي والأقتاب وَنَحْو ذَلِك. وَتوجه الْأَمِير طقتمر الصلاحي بِسَبَب ذَلِك وَكتب إِلَى الكرك والبلقاء بِحُضُور العربان بجمالهم وَأَن يحمل إِلَى عقبَة أَيْلَة ألفا غرارة شعير وَمَا يُنَاسب ذَلِك من الْأَصْنَاف. فَقدمت طَائِفَة من العربان وقبضوا مَالا ليجهزوا جمَالهمْ إِلَى أَن أهل ربيع الآخر تغير مزاج السُّلْطَان وَلزِمَ الْفراش فَلم يخرج للْخدمَة أَيَّامًا. وَكَثُرت القالة وتعنت الْعَامَّة فِي الْفُلُوس وتحسن السّعر. أرجف بالسلطان فغلقت الْأَسْوَاق حَتَّى ركب الْوَالِي والمحتسب وضربوا جمَاعَة وشهروهم. فَاجْتمع الْأُمَرَاء ودخلوا على السُّلْطَان وتلطفوا بِهِ حَتَّى أبطل الْحَرَكَة لِلْحَجِّ وَكتب بِعُود طقتمر من الشَّام واستعادة المَال من العربان. وَمَا زَالَ السُّلْطَان يتعلل إِلَى أَن تحرّك أَخُوهُ شعْبَان وَاتفقَ مَعَ عدَّة من المماليك وَقد أنقطع خبر السُّلْطَان عَن الْأُمَرَاء. فَكتب بالإفراج عَن المسجونين بِالْأَعْمَالِ وَفرقت صدقَات كَثِيرَة ورتب جمَاعَة لقِرَاءَة صَحِيح البخارى فقوى أَمر شعْبَان وعزم أَن يقبض على الْأَمِير الْحَاج آل ملك النَّائِب فتحرز مِنْهُ. وَأخذ الْأُمَرَاء والأكابر فِي توزيع أَمْوَالهم وحرمهم فِي عدَّة مَوَاضِع ودخلوا على السُّلْطَان وسألوه أَن يعْهَد إِلَى أحد من إخْوَته. فَطلب الْأَمِير الْحَاج آل ملك النَّائِب وَبَقِيَّة الْأُمَرَاء فَلم يحضر إِلَيْهِ أحد مِنْهُم. وَقد اتّفق الْأَمِير أرغون العلائي مَعَ جمَاعَة على إِقَامَة شعْبَان فرق فيهم مَالا كثيرا فَأَنَّهُ كَانَ ربيبه أَي ابْن زَوجته وشقيق السُّلْطَان الصَّالح إِسْمَاعِيل. وَقَامَ مَعَ الْأَمِير أرغون من الْأُمَرَاء غرلو وتمر الموساوى وَامْتنع الْأَمِير الْحَاج آل ملك النَّائِب من إِقَامَة شعْبَان. وَصَارَ الْأُمَرَاء حزبين فَقَامَ النَّائِب فِي الْإِنْكَار على الْكَلَام فِي هَذَا وَقد اجْتمع