اللؤلؤة فَكثر تقطع الجسور وتعبت الْوُلَاة فِي سدها حَتَّى تقطعت جَمِيعهَا بِالْوَجْهِ القبلي وَالْوَجْه البحري. وفسدت الأقصاب والنيلة والقلقاس وَسَائِر الزراعات الصيفية والمخا زن. وَفِيه قدم الْخَبَر بِكَثْرَة الْفساد والمجاهرة بالخمور وأنواع الفسوق بِدِمَشْق وَقلة حُرْمَة نائبها الْأَمِير طقزدمر الْحَمَوِيّ وتغلب مماليكه وتهكمهم عَلَيْهِ وَسُوء سيرتهم فَكتب بالإنكار عَلَيْهِ. وَاتفقَ بِظَاهِر الْقَاهِرَة أَمر اعتني بضبطه وَهُوَ أَنه كَانَ بِنَاحِيَة اللوق كوم يعرف بكوم الزل يأوي إِلَيْهِ أهل الفسوق من أوباش الْعَامَّة فَأخذ بَعضهم مِنْهُ موضعا ليبني لَهُ فِيهِ بَيْتا فشرع فِي نقل التُّرَاب مِنْهُ فَبينا هُوَ يحْفر إِذْ ظهر لَهُ إِنَاء فخار فِيهِ مكاتيب دَار كَانَت فِي هَذَا الْبقْعَة وتدل على أَنه كَانَ بِهِ أَيْضا مَسْجِد وَرَأى أثار الْبُنيان. فأشاع بعض شياطين الْعَامَّة - وَكَانَ يُقَال لَهُ شُعَيْب أَنه رأى فِي نَومه أَن هَذَا الْبُنيان على قبر بعض الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم وَأَن من كراماته أَنه يُقيم المقعد وَيرد بصر الْأَعْمَى وَصَارَ يَصِيح ويهلل وَيظْهر اختلال عقله. فاجتمعت عَلَيْهِ الغوغاء وَأَكْثرُوا من الصياح وتناولوا تِلْكَ الأَرْض بِالْحفرِ حَتَّى نزلُوا فِيهَا نَحْو قامتين فَإِذا مَسْجِد لَهُ محراب. فَزَاد نشاطهم وفرحوا فَرحا كَبِيرا وَبَاتُوا فِي ذكر وتسبيح. وَأَصْبحُوا وجمعهم نَحْو الْألف إِنْسَان فشالوا ذَلِك الكوم وساعدهم النِّسَاء حَتَّى إِن الْمَرْأَة كَانَت تشيل التُّرَاب فِي مقنعها وأتاهم النَّاس من كل أَوب وَرفعُوا مَعَهم التُّرَاب فِي أقبيتهم وعمائمهم وألقوه فِي الكيمان بِحَيْثُ تهَيَّأ لَهُم فِي يَوْم وَاحِد مَا لَا تفي مُدَّة شهر بنقله. وحفر شُعَيْب حُفْرَة كَبِيرَة وَزعم أَنَّهَا مَوضِع الصَّحَابِيّ فَخرج إِلَيْهِ أهل الْقَاهِرَة ومصر أَفْوَاجًا وَركب إِلَيْهِ نسَاء الْأُمَرَاء والأعيان فيأخذهن شُعَيْب وينزلهن تِلْكَ الحفرة لزيارتها وَمَا مِنْهُنَّ إِلَّا من تدفع الدَّنَانِير وَالدَّرَاهِم. وأشاع شُعَيْب أَنه أَقَامَ الزمنى وعافى المرضى ورد أبصار العميان فِي هَذِه الحفرة وَصَارَ يَأْخُذ جمَاعَة مِمَّن يظْهر أَنه من أهل هَذِه العاهات وَينزل بهم إِلَى الحفرة ثمَّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015