فَكَانَ من اسوء الْوُلَاة تَصرفا وَأَكْثَرهم خِيَانَة لله وَلمن هونائب عَنهُ وقبائحه يطول عدهَا وعزله الْمُجَاهِد برجب لما كثر شكا النَّاس مِنْهُ وَجعل مَكَانَهُ ابْن وهيب العريقي احْمَد فخان وافسد فاعيد ابْن حُسَيْن فَاشْتَدَّ فَسَاده وَظَهَرت خيانته وَوصل ابْن عَلَاء الدّين بعساكر فَجعل يخادعهم وَيذكر أهل الْبَلَد على مَنعه فِي فتح الْبَاب وغرضه من ذَلِك أَن يلْعَب بِصَاحِب الدملوة وَصَاحب تعز وَهُوَ من اشام الْوُلَاة ايضا مَا تصرف بِجِهَة الا تَغَيَّرت وَدَلِيل ذَلِك أَنه لما ولى تعز لم يكد يفلح بل انْفَتح على أَهلهَا الْبلَاء وَالْحَرب حَتَّى طلع البحرية من زبيد وَابْن الدويدار من عدن فَابْن الدويدار قصد الْجند وانتهبها فِي أول ربيع الاول من سنة 724 واسر غَالب الغز الَّذين كَانُوا قد استولوا عَلَيْهَا من أهل اب واخذ خيلهم ثمَّ بعد أَيَّام وصل ابْن اليشوع من الجوة خرج على غير طيبَة من صَاحب الدملوة وَمَعَهُ جمَاعَة من اصحابه أهل ذمار ثمَّ اهل اب وتحالفوا وتصالحوا مَعَ ابْن الاسد وَلم اضع هَذَا الْكتاب جَامعا لعلم التَّارِيخ بل غرضي لي ان لَا اخليه عَن نبذة مفيدة من التَّارِيخ فِيهَا ذكر الْمُلُوك واعيان دولتهم الأخيار لَا سِيمَا الدول الرسولية اذ تَحْقِيق ذَلِك مُمكن فَكَانَ الْغَالِب على الْمَنْصُور فِي أَمر الوزارة بَنو نَاجِي أهل المخادر وَلَهُم اذ ذَاك حصن انور فَلَمَّا توفّي الْمَنْصُور وَقَامَ ابْنه المظفر حاربهم وحاصرهم فِيهِ سِنِين عديدة ثمَّ اخرجهم مِنْهُ على ذمَّة وَصَارَ لَهُ وَبَقِي نَاس سكنوا قَرْيَة المخادر الْمُقدم ذكرهَا وَكَانَ من جُمْلَتهمْ نَاس يشتمونه شتما عَظِيما فَاشْترط فِي الذِّمَّة خُرُوجهمْ عَن الْبِلَاد فَخَرجُوا الى نَاحيَة وصباب الْأُمَرَاء فِي الدولة ايضا معظمهم ابْنا اخيه اسد الدّين وفخر الدّين فَاسد الدّين قد مضى ذكره وفخر الدّين ايضا ذكرته فِي أول قيام المظفر وَكَانَ جبارا عسوفا غير انه كَانَ مَتى نبه على مَعْرُوف فعله وَهُوَ الَّذِي بنى المطاهير بِجَامِع ذِي جبله وجر المَاء اليه ووقف على ذَلِك وَقفا جيدا وابتنى بالعارضة طَرِيقا الى ذِي جبلة