الْعدْل فبيت بِهِ الى الْيَوْم الثَّانِي ثمَّ غسل بألة مدر مشتراه وكفن من السُّوق وَتَوَلَّى غسله الْفَقِيه الظفاري والبهاء الخازندار بِوَصِيَّة مِنْهُ وَكَانَ ذَلِك أول شَيْء استنكره النَّاس من وَلَده الْمُجَاهِد بعده وَأنزل من دَار الْعدْل فقبر بمدرسته الَّتِي احدثها بالمغربة وَلم يحدث غَيرهَا من المأثر الدِّينِيَّة بل ان جمَاعَة من اعيان دولته ابْتَنَوْا مآثر مِنْهَا ان كريمته دَار الدملوة وَدَار الاسدية ابتنتا مَوَاضِع فدار الدملوة بنت مدرسة بزبيد ومسجدا بتعز ومدرسة بظفار والاسدية ابتنت مدرسة بتعز بالحدبة ومدرسة بظفار وجددت بزبيد مَسْجِدا بهَا وَقد ذكرت مَا صنعت بِموضع مُفْرد وابتنى الْفَارِس الخازندار مسجدين أَحدهمَا بزبيد والاخر براس مغربة تعز تعرف بِعَين الدهمة ثمَّ مُحَمَّد بن مِيكَائِيل الَّذِي كَانَ استاذ دَاره صدر دولته ابتني مدرسة بزبيد وَبني البها الخازندا مَسْجِدا بَين مغربة تعز وعدينة وَلما حضر وَلَده المظفر الْوَفَاة اوصى ان يَبْنِي لَهُ مدرسة بقرية الْمُحَارب وَيُوقف عَلَيْهَا ارْض الزعرور فَفعل ذَلِك وَبنى دَار المضيف بالمغربة اياض يُقَال أَنه بِوَصِيَّة من ززوجته الْحرَّة ابْنة اسد الدّين وَكَذَلِكَ الْمدرسَة وَلم يمت حَتَّى قد اسْتحْلف الْعَسْكَر لوَلَده على الملقب الْمُجَاهِد سيف الاسلام فَقَامَ بِالْملكِ وَلزِمَ ابْن عَمه النَّاصِر بعد شَهْرَيْن من قِيَامه على غير ذَنْب وَذَلِكَ لأيام مَضَت من صفر على غدر من تربة الْفَقِيه عمر بن سعيد ثمَّ وصل الْجند فنصب الْوَجِيه الظفاري قَاضِي قُضَاة بِمحضر جمَاعَة من فُقَهَاء تعز وَذَلِكَ أول قدومه الْجند ثمَّ تقدم الى حصن الدملوة ولبث بِهِ أَيَّامًا وافتقد خزائنه وَكَانَ الْمُلُوك قبله إِذا طلعه اُحْدُ مِنْهُم صرف مِنْهُ جملَة مَال مستكثرة على الْعَسْكَر والمرتبين فِي الْحصن فَلَمَّا طلع سَأَلُوهُ ذَلِك فَلم يفعل وَكَانَ ذَلِك ثَالِث كَرَاهَة وقْعَة لَهُ فِي نفس الْعَسْكَر وغالب عقلاء النَّاس اذ اولها منع ادخال وَالِده