اخيار فُقَهَاء وَعباد وبشره بَنو البَجلِيّ بِالْملكِ وصحبهم صُحْبَة جَيِّدَة وقصته مَعَ جفريل فِي مَكَّة وطرده يدل على عزمه وَهُوَ مَشْهُور لَا يحْتَاج الى ذكر فَإِن جفريل هرب من مَكَّة من غير قتال بل بمكيدة عَملهَا وهرب الى الْمَنْصُور جمَاعَة من الْأُمَرَاء الَّذين مَعَ جفريل ثمَّ دخل الْمَنْصُور مَكَّة وَكَانَ على قرب مِنْهَا عسكرا وَترك مَمْلُوكه السِّلَاح نَائِبه فَقَامَ بضبط الْحجاز قيَاما مرضيا بِحَيْثُ ابتنى بَين المدينتين حصونا ورتب فِيهَا الرتب وَبنى المصانع حَتَّى أثار ذَلِك بَاقِيَة الى عصرنا وَمن الاثار المبقية للذّكر كثير مِنْهَا ابتناؤه بمغربة تعز مدرستين هما الوزيرية والغرابية فالوزيرية سميت بمدرسها قد تقدم ذكره من أهل الوزيرة والغرابية بمؤذن كَانَ يُقَال لَهُ عزاب وَكَانَ من الصَّالِحين وبزبيد ثَلَاث مدارس للشَّافِعِيَّة وَالْحَنَفِيَّة وَبهَا مدرسة أُخْرَى للْحَدِيث ايضا ثمَّ إنهابتنى من أول قَرْيَة فِي التهائم مَسْجِدا فِي كل قَرْيَة ووقف على غالبها وَقفا جيدا وَكَانَت النويري اذ ذَاك مفازة عَظِيمَة يهْلك النَّاس بهَا فابتنى مَسْجِدا فِيهَا وَجعل فِيهِ اماما ومؤذنا وَاشْترط لمن سكن مَعَهُمَا مُسَامَحَة فِيمَا يزرعه فَصَارَت قَرْيَة جَيِّدَة ينْتَفع النَّاس بهَا ثمَّ ابتنى فِي المنسكية الْمَسْجِد ووقف عَلَيْهِ وَقفا نَافِعًا وَشرط فِيهِ أَن يكون فِيهِ مدرس ودرسة وَقد ذكرت حِين ذكرت ابْن الاحمر فِي أهل شجينة وَله الْمدرسَة المنسوبة اليه فِي الْجند وَله الْمدرسَة المنسوبة اليه ايضا فِي مَكَّة بِحَيْثُ يغبطه عَلَيْهَا سَائِر مُلُوك الارض وَله مدرسة ايضا بعدن فَعدَّة مَا بنى من الْمدَارِس ثَمَان مدارس
وَأما الْمَسَاجِد فَلَا تكَاد تحصى وأفعاله فِي ذَلِك كثير وَلم يكن لَاحَدَّ من الْمُلُوك مثله عَسْكَر ومماليك قيل كَانَت حلقته نَحْو ألف فَارس ومماليكه التّرْك الْمُشْتَرى من