للدملوة من جَوْهَر على مَا قدمْنَاهُ ثَالِث ربيع الآخر سنة 584

قَالَ ابْن خلكان كَانَ سيف الاسلام رجلا شجاعا كَرِيمًا مشكور السِّيرَة حسن السياسة مَقْصُودا من الْبِلَاد الشاسعة لاحسانه وبره قَالَ مولفه عَفا الله عَنهُ وبناؤه غَالب الحصنون فِي الْيمن كالتعكر وخدد وَحب وتعز انما هُوَ على وَضعه وترتيبه وَفِي درب زبيد نَاحيَة تعرف بِهِ الى الْآن ودوخ عرب الْيمن وأذل جبابرته وَقتل فيهم جمعا كثيرا بوقائع كَثِيرَة وَقَالَ متمثلا فِي ذَلِك

... بسفك الدما يَا جارتي تحفن الدما ... وبالقتل تنجو كل نفس من الْقَتْل ... وَكَانَ مَعَ ذَلِك يُشَارك الْفُقَهَاء وَله مسموعات ومقروآت بِحَيْثُ أَخذ عَنهُ القَاضِي أَحْمد بن عَليّ العرشاني موطأ مَالك وَفِي منتصف جمادي الأولى سنة 585 أَمر بهدم التعكر وَقدم عَلَيْهِ شرف الدّين بن عنين الشَّاعِر فامتدحه بغرر القصائد واجازه ببدر وفرائد وَلما عَاد الى الديار المصرية وَقد توفّي صَلَاح الدّين وَالْملك يَوْمئِذٍ بيد وَلَده الملقب بالعزيز طُولِبَ شرف الدّين بزكوة متجره كَمَا كَانَ يفعل بالتجار فِي مصر حَتَّى ابطله الْمَنْصُور بن قلاوون الصَّالِحِي اُحْدُ المماليك وَلما طُولِبَ بالزكوة سأه وَقَالَ فِي ذَلِك شعرًا

... مَا كل من يتسمى بالعزيز لَهَا ... اهل وَلَا كل برق سحبه غدقه

بَين العزيزين بون فِي فعالهما ... هذاك يُعْطي وَهَذَا يَأْخُذ الصَّدَقَة ...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015