واستخلف على تعز ونواحيها ياقوت التعزي وعَلى المخلاف والجند مظفر الدّين قايماز وعَلى عدن عُثْمَان الزنجبيلي ثمَّ توجه الى مصر بِبَقِيَّة الْأُمَرَاء والعسكر الَّذِي وصلوا مَعَه وَلما سَافر شمس الدولة كَانَ بزبيد رجل صوفي يُقَال لَهُ الْمُبَارك بن خلف وَكَانَ النَّاس قد مالوا اليه واقبلوا عَلَيْهِ فتخشاه الْمُبَارك بن منقذ فعل ابْن مهْدي فَقتله فحيل بَينه وَبَين النّوم حَتَّى اشرف من ذَلِك على الْهَلَاك فَشَكا ذَلِك الى بعض الْفُقَهَاء فَقَالَ لَهُ ان اعدت الْخطْبَة الى الْجَامِع الْقَدِيم الَّتِي بنته الْحَبَشَة رَجَوْت لَك الشفا فَفعل ذَلِك فعاوده النّوم وَأمر باخراب جَامع ابْن مهْدي فبادر النَّاس الى ذَلِك بغضا لبني مهْدي وَبني الْمُبَارك من الْجَامِع بزبيد جَمِيع مقدمه وَبنى مؤخره ومنارته وجناحيه سيف الاسلام الْآتِي ذكره ثمَّ سَافر مصر بعد ان اسْتخْلف وَلحق بتوران شاه فَلم يزل ملتصقا بِهِ حَتَّى توفّي بالاسكندرية فِي سلخ الْمحرم سنة 576 فَقبض صَلَاح الدّين عَلَيْهِ وصادره وَاحْتج عَلَيْهِ بمصادره بني مهْدي

قَالَ ابْن خلكان وَكَانَ الْمُبَارك هَذَا من بَيت كَبِير وَلم يزل وَاقِفًا بِالْقَاهِرَةِ حَتَّى توفّي سنة 589 وَله مَعَ مقدم الْجَامِع بزبيد الْمَسْجِد الْمَعْرُوف بِمَسْجِد المناخ عَلَيْهِ عقار كثير فِي زبيد

وَأما احوال الْيمن فَإِنَّهُ لما طَالَتْ الْغَيْبَة فِيهِ على النواب لم يَأْتِيهم من مصر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015