وَذَلِكَ انها انْقَضتْ ايامهم بقدوم توارن شاه بن ايوب بن شادي بن مَرْوَان الأيوبي ثمَّ الْكرْدِي فالأيوبي نِسْبَة الى وَالِده وَكَانَ يلقب بِالْملكِ الإفضل ويلقب بِأبي الشُّكْر وَبِيَدِهِ قلعة تكريت هُوَ وَأَخُوهُ اسد الدّين شيركوه يديران امرها وَتُوفِّي والدهما بهَا وَولد صَلَاح الدّين بهَا ومولد أَبِيه ايوب باصل بَلَده وبلد أَهله يُقَال لَهَا دوين بِضَم الدَّال الْمُهْملَة وَكسر الْوَاو ثمَّ يَاء مثناة من تَحت ثمَّ نون وَهِي فِي آخر عمل أذربيجان وهم أكراد روادية بطن من الهدبانية
كَانَ دُخُوله زبيد يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع شَوَّال سنة تسع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ يلقب بالمعظم وَذَلِكَ بِوَجْه الْقَهْر وَالْغَلَبَة واسر عبد النَّبِي ثمَّ جمَاعَة من قومه ثمَّ توجه الى سَائِر بِلَاد الْيمن فَأخذ عدن وتعز وَسَائِر الْجبَال وَلم يمْتَنع عَلَيْهِ شَيْء من مدن الْيمن وَلَا كثير من حصونها حَتَّى أَخذه وَلما عزم شمس الدولة على التَّوَجُّه من زبيد اسْتخْلف عَلَيْهَا الْمُبَارك بن منقذ اُحْدُ الْأُمَرَاء الواصلين مَعَه واستخفظه بِعَبْد النَّبِي فَجعل يعذبه ويصادره بانواع الْعَذَاب حَتَّى أَخذ مِنْهُ اموالا جزيلة وَبعد أَن لبث بِالْيمن مَا يزِيد على سنة وتمهد لَهُ غالبها واشتاق الى مصر والى اخيه فَكتب اليه وَهُوَ صَاحب مصر يَوْمئِذٍ الملقب بصلاح الدّين وَيَأْتِي ذكر مُكَاتبَته فِيهَا شعر مِنْهُ