عراكض فنبه عَلَيْهِم حمَار فطلع لَهُم وَقتل مِنْهُم جمعا كثيرا ثمَّ عَاد الْجند واخرب الْجَامِع وَذَلِكَ سنة 558 ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة وَعَاد الى زبيد وَقد اصابته طائرة تفطر مِنْهُ جِسْمه بعد ان ظَهرت فِيهِ شبه احراق النَّار بِحَيْثُ انه لم ينزل من تعز الا بمحفة قد فرشت بالقطن المندوف فَلَمَّا صَار فِي زبيد توفّي مستهل الْقعدَة من السّنة الْمَذْكُورَة وَكَانَ مَعَ كَونه يتمذهب بِمذهب ابي حنيفَة يكفر بِالْمَعَاصِي ويتقل بهَا أَو وَيقتل من خَالف معتقدها وَلذَلِك قتل جمعا من الْفُقَهَاء ويستبيح وطىء نسا من خَالفه فِي المعتقد ويسترق ذَرَارِيهمْ وَيجْعَل دَارهم دَار حَرْب وَكَانَ لَا يَثِق باحد من اصحابه حَتَّى يقتل بعض أَهله ويقرىء عَلَيْهِم لَا تَجِد قوما يُؤمنُونَ بِاللَّه وَالْيَوْم الاخر يؤادون من حاد الله الأية وَكَانَ اصحابه يَعْتَقِدُونَ فِيهِ فَوق مَا يعْتَقد الأخيار بالأنبياء وَكَانَ اذا غضب على رجل من عسكره حبس نَفسه بالشمس وَلم يَأْكُل وَلم يشرب وَلَا يُوصل اليه وَلَا يقتدر اُحْدُ يشفع فِيهِ حَتَّى يرضى ابْتِدَاء وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ مِمَّن سعى فِي الأَرْض فَسَادًا وَدَلَائِل ذَلِك ظَاهِرَة
وَلما توفّي خَلفه اخوه عبد النَّبِي فَلبث يَسِيرا وخدعه أَخُوهُ عبد الله فَلبث مُدَّة وخلص واستعاد الْملك وغزى الْجبَال وطلع المخلاف وَكَانَ لَهُ وقائع مَشْهُورَة فِي لجج وابين ومخلاف الساعد فِي بني سُلَيْمَان الشرفاء وَسبي ذَرَارِيهمْ وَسَفك دِمَاء الْمُسلمين وَكَانَت دولتهم فِي زبيد خمس عشرَة سنة وَثَلَاثَة اشهر وَثَمَانِية ايام