انت يَا أَبَا مُحَمَّد وزيرنا بل مَوْلَانَا بل رجلنا الَّذِي لَا يحل لنا ان نخرج عَن طَاعَتك فِي شَيْء فيضج بالبكاء بَين يَديهَا ويعفر خَدّه الأَرْض حَتَّى تتولى رَفعه بِيَدِهَا ثمَّ يتأخرن الثَّلَاث النسْوَة عَن قربهم ويقفن طرف الْمجْلس بِحَيْثُ لَا يسمعن مَا يَقُولَانِ فيحدثها باموره الْمَاضِيَة والمستقبلة ثمَّ لَا يزَال بَين يَديهَا حَتَّى يقوم الى صَلَاة الظّهْر فيروح الى مَسْجده وَهُوَ على بَاب دَاره فيجده لَا يَتَّسِع لِكَثْرَة النَّاس الَّذين لَا يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوج الى لِقَائِه فَيسلم عَلَيْهِم وَيُصلي الظّهْر ثمَّ يدْخل بَيته

قَالَ عمَارَة رَأَيْت جَرِيدَة الصَّدَقَة الْمُعْتَادَة فرايت ان مبلغ مَا يَدْفَعهُ للفقهاء والقضاة والمتصدرين لأمر الحَدِيث والنحو واللغة وَعلم الْكَلَام وَالْفُرُوع والمدرسين والمفتين اثْنَا عشر الف دِينَار وَذَلِكَ فِي كل سنة وَمَا يُعْطِيهِ لحواشي الدَّار واعيان الدولة من الأزمة والجهات والوصفان عشرُون الف دِينَار وَغير ارزاقهم المستمرة مَا يعمله الى بَيت مولاته

الْحرَّة وحواشيها وَمن يلوذ بهَا على وَجه الْهَدِيَّة خَمْسَة عشر الْفَا وَبِالْجُمْلَةِ واخباره فِي الْكَرم والشجاعة وَالْعدْل يطول شرحها وَقد اورد عمَارَة من ذَلِك مَا هُوَ مَشْهُور فليطلب ذَلِك مريده من مفيده مَعَ اني قد أطلت فِي ذكره بِخِلَاف غَيره لما رَأَيْت من اسْتِحْقَاقه وَذَلِكَ اني مَتى تحققت خير انسان ذكرت من محاسنه مَا يُنَبه عَن الْبَعْض الْمَتْرُوك

وَمن اعيان دولة الْحَبَشَة وَزِير جياش وَهُوَ خلف بن بن أبي طَاهِر الْأمَوِي كَانَ من افراد الدَّهْر نبْلًا وفضلا وَصَحب جياشا حَتَّى نَالَ الْملك وَدخل مَعَه الْهِنْد وعاهده ان الْأَمر اذا عَاد اليه قاسمه اياه فَلَمَّا عَاد إِلَيْهِ استوزره وَسَماهُ قسيم الْملك وَلم يزده على الِاسْم ولولاه مَا تمّ لجياش مَا تمّ ثمَّ حصلت الوحشة بَينه وَبَين جياش فهرب فَكتب اليه يستعطفه ويستخبر عَن احواله فاجابه بِشعر هُوَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015